صحة وطب

كيف تتجنب زيادة الوزن في مكان العمل؟

يستطيع بعض الناس ضبط أوزانهم بطهي وجبات صحية في المنزل والامتناع عن شراء الأطعمة التي تسبب السمنة. ولكن ماذا لو كانت غرفة الطعام في مكتبك تقدم طعاماً يحتوي على الكربوهيدرات طوال اليوم؟

يجد عدد كبير من الموظفين أنفسهم في مواجهة الطعام الذي يسبب السمنة في مكان العمل كل يوم. نعم، وهو مجاني. ويعتقد العديد من الموظفين أنه أمر رائع. وسواء كان هذا الطعام دونات أو خبز مُحلى أو حتى قهوة فقط، يعد تناوله مجاناً في العمل أحد رفاهيات مكان العمل على الأغلب وليس أمراً سلبياً.

إذ أنه يمنح الموظفين شيئاً يحتاجونه في أوقات الاستراحة، ويشجع تكوين العلاقات في غرفة الطعام، ويرفع الروح المعنوية. ولكن قد لا تسعد كثيراً بهذا النظام، إذا كنت تحاول ضبط وزنك.

لا داعي للخوف، لأنه حتى إذا كنت تعمل في بيئة عمل مليئة بالأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والإغراءات، لا يزال بإمكانك وضع استراتيجية تقودك إلى النجاح. تشير الأبحاث حول تناول الوجبات الخفيفة في مكان العمل إلى أن استهلاك الغذاء يعتمد على مناخ العمل، والحالة النفسية، وضبط النفس، وصدق أو لا تصدق، حتى الأماكن التي يوضع فيها الطعام.

دوافع اختيار الوجبات الخفيفة في مكان العمل
درست سابين سونينتاغ وآخرون تناول الموظفين للوجبات الخفيفة بهدف تحديد مؤشرات الاستهلاك الصحي مقابل الاستهلاك غير الصحي للطعام. ووجدوا أن «مناخ الأكل في العمل أحد المؤشرات على أن الصحة هي دافع اختيار الغذاء،

في حين أن الأكل النابع عن الحالة النفسية ومتطلبات ضبط النفس يكون فيه دافع اختيار الطعام هو ضبط الحالة النفسية». فيما يخص بعض الوجبات الخفيفة، يشير دافع الصحة إلى استهلاك أصحابه لألواح الحبوب والفواكه والوجبات الخفيفة التي لا يكون مذاقها حلواً كثيراً. وعلى النقيض من ذلك، كان دافع ضبط الحالة النفسية في اختيار الطعام مؤشراً على استهلاك كمية أكبر من الحلوى.

يشير القائمون بالدراسة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد أهمية تعزيز الأكل الصحي في مكان العمل، وتبرز العواقب السلبية المحتملة الناجمة عن «متطلبات ضبط النفس المُلحة» في الوظيفة. ويشيرون أيضاً إلى أن نتائجهم توضح كيف يمكن لـ»سلطة الوظيفة» أن تؤثر على وقت فراغ الموظف وكذلك سلوكه في تناول الوجبات الخفيفة، مما يؤدي إلى عواقب خطيرة بعيدة المدى فيما يتعلق بصحة الموظف.

أما فيما يتعلق بالنتائج غير المتوقعة، تكشف سابين سونينتاغ وآخرون، على عكس فرضياتهم المتمثلة في أن الحاجة الملحة إلى ضبط النفس ستؤدي إلى زيادة دافع ضبط الحالة النفسية وتراجع دافع الصحة،

أنهم وجدوا أنه بالرغم من أن الحاجة إلى ضبط النفس كانت، في الواقع، مؤشراً على دافع ضبط الحالة النفسية، لكنها لم تكن مرتبطة بدافع الصحة. وتكهنوا بأن الحاجة إلى ضبط النفس ربما لم تكن قوية بما يكفي لتجاوز هدف تناول الأكل الصحي.

وتكشف أبحاث أخرى أن الرغبة في تناول وجبة خفيفة في الوظيفة لا تعتمد فقط على الغذاء المتاح، ولكن أيضاً على المكان الذي يوضع فيه.

استراتيجيات ذكية للوجبات الخفيفة: أهمية المكان
فحص إرنست باسكينغ وآخرون تأثير الاتجاه المتزايد بين بعض أرباب العمل لتوفير وجبات خفيفة مجانية في أماكن العمل. وفي معرض تعليقهم على هذا الاتجاه المتنامي، لاحظوا أن الموظفين يتمتعون بإمكانية الحصول على الطعام المجاني خلال ساعات العمل، ويشعرون أن أرباب أعمالهم يقدرونهم ويحترمونهم.

لكنهم أدركوا الجانب السلبي الأساسي أيضاً؛ وهو يتلخص في كلمة واحدة: الصحة. إذ تعتبر السمنة مشكلة كبيرة، مما يثير القلق بشأن تشجيع أرباب العمل على تناول الوجبات الخفيفة في العمل. وبالتالي، كان أحد الأسئلة التي درسها باسكينغ وآخرون متعلقة بمدى استفادة الموظفين من فرصة تناول الطعام مجاناً. وتوصلوا إلى أمور جديدة في دراسة العوامل الأخرى كذلك.

اختيار الطريقة: أحتاج إلى مشروب
بالاعتماد على البحوث السابقة حول هندسة الاختيار، فحص باسكينغ وآخرون أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على استهلاك الوجبات الخفيفة دون توقف شعور الموظفين بالرضا: وهو المسافة بين الوجبات الخفيفة والمشروبات. بعد إجرائهم دراسة ميدانية كبيرة في جوجل،

قيّموا استهلاك الموظفين للوجبات الخفيفة اعتماداً على المسافة بين الوجبات الخفيفة والمشروبات. والنتائج؟ الموظفون الذين اختاروا الذهاب إلى أماكن المشروبات التي كانت أقرب إلى أماكن الوجبات الخفيفة كانوا أكثر ميلاً لتناول وجبة خفيفة أيضاً. كم زاد احتمال تناول وجبة خفيفة؟ من 12% إلى 23% بين الرجال، ومن 13% إلى 17 % بين النساء.

ويتمثل أحد الآثار الإيجابية المرتبطة بالصحة في هذا البحث، مثلما لاحظ القائمون بالدراسة، في إمكانية توقف تناول الوجبات الخفيفة عن طريق زيادة المسافة بين أماكن المشروبات والوجبات الخفيفة. يمكن لأرباب العمل وكذلك العائلات اللجوء إلى هذا التعديل السهل وغير الملحوظ على الأغلب لتقليل تناول الوجبات الخفيفة

بتلك الطريقة التي تجرد الشخص من وعيه عند تناوله وجبة خفيفة. يلاحظ القائمون بالدراسة أن هذا التقليل من سلوك تناول الوجبات الخفيفة قد يمنع تشكل عادة تناول وجبة خفيفة مع المشروبات في المقام الأول، وقد يمتد تأثيره إلى عادات أخرى.

اشتهاء البدائل صحية
تشير حقيقة أن الأشخاص على ما يبدو يقصدون بوعي أو بغير وعي أن يقللوا أو يزيدوا من تناول وجبات خفيفة صحية مقابل غير الصحية في مكان العمل إلى ما يعرفه معظمنا بالفعل،

وهو أن هناك دافعاً وراء تناول وجبة خفيفة في العمل أكبر من مجرد الشعور الخفيف بالجوع، أو حتى الرغبة الشديدة في تناول الطعام. والخبر السار هو أن تحديد الأهداف، وضبط النفس، والوعي الذاتي يعززون عادة تناول الأكل الصحي، سواء في العمل أو خارجه.

المصدر : عربي بوست