بيروت اليوم

بو صعب | الإنتصار لا يتحقق في ساحة المعركة فحسب!

قال وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب إنّ “الإنتصار لا يتحقق في ساحة المعركة فحسب، بل من مسؤوليتنا أيضًا أن ننتصر في الفضاء السيبراني لدرء الأخطار”،

مضيفًا: “يجب تسليط الضوء على إيجابيات الذكاء الاصطناعي وسلبياته في مجال الأمن والدفاع لكي نستبق الحدث قبل وقوعه، فنهيئ أنفسنا بوعي كامل لمواجهته”.

وقال بو صعب: “بات ممكنًا للمقرصنين الذين يعملون منفردين أو لصالح جهات مشغلة، الحصول على معلومات حساسة وحيوية مثل خرائط للمواقع العسكرية والسيادية لكي يتم استخدامها لأهداف إرهابية.

ويحذر العلماء اليوم من إمكانية وصول الابتكار التكنولوجي إلى آلة تستطيع أن تتخذ قرارًا وتنفذه من دون الرجوع إلى البشر، وخصوصًا في مجال الدفاع. وما قد يزيد الوضع سوءًا هو احتمال اعتبارها البشر تهديدًا لها ومبادرتها إلى الفتك بهم”.

وأضاف: “أقف هنا اليوم، وكلي ثقة بالقيمين على هذا المؤتمر وبالجيش اللبناني وقائده العماد جوزاف عون الذي يحظى بثقة اللبنانيين جميعا، مدركا أنهم لن يألوا جهدا لتحقيق التطور التكنولوجي المطلوب لكي نرفع شأن المؤسسة العسكرية التي نفتخر بها ونعتز بإنجازاتها على المستويات كافة”.

جاء ذلك خلال مشاركة بو صعب، ممثّلاً رئيس الجمهورية ميشال عون في مؤتمر “الذكاء الاصطناعي في الامن والدفاع”، الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني، والذي واصل أعماله لليوم الثاني اليوم.

وحضر المؤتمر الى جانب بو صعب: ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب محمد خواجه، ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب هادي حببش، السفير السعودي في لبنان وليد بخاري،

ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن نواف الجباوي، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، مديرة “الوكالة الوطنية للإعلام” لور سليمان صعب، رئيس الاتحاد العمالي العام انطوان الاسمر وعدد من الضباط وأساتذة من الجامعات واختصاصيين.

وقال وزير الدفاع في المناسبة: “يمثل لقاؤنا اليوم فرصة قيمة لبحث مواضيع متعلقة بالتكنولوجيا الذكية في مجالي الأمن والدفاع، وللتعرف إلى كيفية استخدام هذه التكنولوجيا واكتشاف تأثيرها على قطاعات مختلفة ضمن المؤسسة العسكرية.

فالتكنولوجيا الذكية فرضت نفسها في العالم اليوم، وأصبحت واقعا لا يمكن تجاهله. وهي في تطور متسارع لا يقف عند حدود في المجالات كافة، مثل الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) والحوسبة السحابية (Cloud Computing) والبلوك تشين ((Blockchain وإنترنت الأشياء (IoT)

وإنترنت كل الأشياء (IoE) والبيانات الضخمة (Big Data) والتحول الرقمي (Digital Transformation) والهواتف الذكية، التي أصبحت كلها من أولويات الحياة اليومية للبشر على كامل الكرة الأرضية”.

وتابع: “لذا بدأت الدول تسعى إلى امتلاك هذه المقومات لما فيها من إسهامات إيجابية توفر الكثير من أسباب النجاح وترفع جودة الحياة. فهي أداة واسعة متعددة الاستخدامات تتيح دمج المعلومات وتحليل البيانات والاستخدام الأمثل للأفكار بهدف تحسين عملية اتخاذ القرار”.

وأشار الى انه “منذ فترة لا تزيد عن عشر سنوات، كان الاعتقاد سائدا بأن السيارة الذاتية القيادة والـ”هايبرلوب” (Hyperloop)، أي برامج تسليم المنتجات عبر استخدام طائرات بدون طيار،

أفكار ذات توجه مستقبلي بعيد المنال. وها هو العالم اليوم، وبعد مرور عشر سنوات، تجاوز هذه الإنجازات، فأصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الأساسي لجميع عمليات النمو والتقدم وللنهوض بالحكومات والأنظمة التربوية ومؤسسات القطاع الخاص.

من هنا، لا بد من وضع خطط تنفيذية لتحسين البنى التحتية والوصول بها إلى الكفاءة المطلوبة لمواكبة التطور التقني والانتقال إلى الحكومة الرقمية”.