بيروت اليوم

بالصور | مشاهد صادمة من مستشفى الفنار للأمراض العقلية والعصبية… كل شيئ غير قابل للحياة و مواقع التواصل تفضح الامور بالصور

خُط إسم مستشفى الفنار للأمراض العقلية والعصبية في المصيلح بالعناوين العريضة على الصحف والمواقع على مدى الأشهر والسنوات الماضية، إنتشرت العديد من الحملات على مواقع التواصل الإجتماعي لجمع التبرعات والثياب للنزلاء أو حتى لتقديم “وجبة طعام “،

ولكن لم يتحرك ساكن “الحال مثل ما هو وللوراء”، والمرضى يسكنون الآن في مستشفى تفتقد إلى أدنى المعايير الصحية والمعيشية “ثياب رثة لا تدفئة لا نظافة وفي الفترة الأخيرة عايشين على الرز والعدس”.

يحتضن سور المستشفى الكهل نزلاء أغلبهم “منسيين”، لكل منهم حكاية إنتهت فصولها في دهاليز المستشفى، والمخاطرة في إقفالها يعنى المخاطرة بتشردهم، نظراً لأن أغلبهم “ما إلن حدا”. والمستشفى تحمل مسؤولية معيشة وإلباس وإطعام وطبابة أكثر من 200 مريض، بينهم 60 سيدة يعشن في قسم خاص.

“الفنار” وهي مستشفى خاص للأمراض النفسية والعقلية ولذوى الإحتياجات الخاصة، تأسست على يد الدكتور والوزير الراحل عبد الرحمن اللبان من “الستينات” وتقع على إحدى التلال التابعة لبلدة المصيلح، وبعد وفاته ترك حمل ادارة المستشفى لعائلته. وتعد المستشفى الوحيدة من نوعها في المنطقة.

إنتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي توثق الوضع الصعب الذي يعيش فيه النزلاء، فالاوساخ والنفايات تغزو محيط المستشفى والقذارة تتغلغل في الأسرّة والمفروشات، والصدأ يأكل دعائمها، اما التجهيزات الموجودة فهي هبة من عدة سنوات من الحكومة الايطالية.

الأخبار السابقة التي إنتشرت عن المستشفى، أكدت تقصير “الصحة” تجاه المؤسسة وإهمالها. وأشارت إلى أن العقد الذي أبرم بينهما يحدد عدد مرضى معين، في حين أن الفنار تستقبل عدد أكبر. والآن بذمة المستشفى “مبالغ كبيرة” من الديون.

بعد طمأنتنا أن “المرضى حالياً مدبرين حالن”، كان لـ “مصدر” لموقع بنت جبيل تصريح مغاير، فرفض تحميل وزارة الصحة كل المسؤولية عن وضع المستشفى مشيراً أن المشكلة يجري تناقلها “منتقصة” وتترتب على أحد المالكين المسؤولية، وقال “الصحة بتدفع عن عدد مرضى معين بحسب العقد بينها والمستشفى.. صحيح الدفع بيتأخر بس بتدفع”.

وأفاد المصدر لموقعنا عن “طرد” ما يقارب الـ40 مريضاً من المؤسسة في الفترة الماضية مشيراً إلى أن “منهم وصلوا إلى أهاليهم والباقيين الله أعلم إذا وصلوا، وعدد المرضى صار حالياً تقريباً 180”. وأضاف أن “الديون تغرق المستشفى ويتم إختلاس مبالغ من النقود المقدمة للمرضى”.

“هيدي مجزرة إنسانية” كانت إجابة مصدرنا عن وضع المرضى، “إذا بدك تموِّت مريض فوتو ع هل المستشفى”، مشيراً إلى أن الوضع مزري اكثر مما توثقه الصور.

ويذكر انه تعذر الوصول إلى احد القيمين على ادارة المستشفى لتوضيح كافة وجهات النظر والحقائق.

وبغض النظر، وإن إستطعنا غضه عن “حامل المسؤولية”، تبقى “المآساة” الكبرى هي وضع النزلاء ومصير أغلبهم الذين لا مأوى آخر لهم في حال إقفال المؤسسة أو بقاء الوضع على ما هو عليه!

منى قدوح – بنت جبيل.اورع