بيروت اليوم

4 شباط موعد حاسم… فهل يؤلف الحريري أو يعتذر؟

المصدر : لبنان 24

سلسلة لقاءات مكثّفة عقدها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في العاصمة الفرنسية باريس مع كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل، الذي عاد والتقاه مساء أمس فور عودته الى بيروت،

الاّ ان المشاورات الحكومية لا تزال تراوح مكانها بانتظار ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة بعد عودة الحريري، وسط تكتك شديد حول المبادرة التي يطرحها الحريري.

التكتم سيّد الموقف
ولم تحمل عودة الرئيس الحريري من باريس “معطيات مفرحة”، الا ان الاجتماع الذي عقد مساء أمس في بيروت مع الوزير باسيل، عاد وتناول الأفكار التي تمّ تداولها في العاصمة الفرنسية،

ولم تشأ المصادر المقرّبة الكشف عبر “اللواء” عمّا حصل، لكنها قالت ان المراوحة ما تزال سيّدة المعالجات، وان الوزير باسيل كرّر الدعوة للأخذ بأحد اقتراحاته الخمسة التي قدمها للخروج من المأزق.

المعلومات المنقولة بالتواتر عبر “النهار” لا تسجل أي تقدم الا اذا كان التستر يسود حركة الاتصالات لمنع “احراق الطبخة” كما حصل سابقاً.

وصرح مصدر متابع لعملية التأليف لـ”النهار” ان هذا الاسبوع سيكون حاسماً فعلاً، وان 4 شباط سيكون “موعداً نهائياً وبعده سيدخل البلد في مشكلة كبيرة لا يمكن التنبؤ بها”.

ورفض الافصاح عن رمزية الموعد، وعمن يمكن ان يكون حاسماً في هذا التاريخ. وترفض مصادر قريبة من بيت الوسط شرح ماهية الحسم لدى الرئيس الحريري، “لانه يفكر باستمرار في مسؤوليته الوطنية ومسؤوليته تجاه اللبنانيين الذين لا يتحملون المزيد من الازمات”.

ويتخوفون من تداعيات أزمة اقتصادية وربما مالية. وهل يكون الحل باعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال على رغم عدم حماسة رئيس الجمهورية وفريقه لهذا الخيار؟ تجيب المصادر بالسؤال عن الخيارات البديلة.

وقالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ”اللواء”، بأن البحث جرى خلال لقاءات باريس في أفكار قديمة سبق للرئيس المكلف ان حدّد موقفه منها، وليس هناك من أفكار جديدة من شأنها ان تعيد خلط الأوراق من جديد،

فيما أكدت مصادر الرئيس المكلف بأن أي حديث عن تنازلات هو أمر ليس في خانته، وليس لدى الرئيس المكلف ما يمكن ان يتنازل عنه بعد مسلسل التضحيات التي سبق وقدمها.

في المقابل، رشحت معلومات من باريس لـ”الأخبار” تشير إلى أن باسيل وافق على الحصول على 10 وزراء بدلاً من 11، إلا أنه اشترط في المقابل تعويضه في الحقائب.

فأعيد بذلك فتح ملفات قديمة كانت قد أقفلت، كمسألة حصول المردة على حقيبة الأشغال. وفيما كان الحريري واضحاً في رفض إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخلط أوراق الحقائب مجدداً، انتهت النقاشات الباريسية إلى عدم اتفاق، على أمل أن تستكمل في بيروت.

في الموازاة، تقول الاوساط ان نتائج اتصالات باريس ستظهر قريباً وسيكون للحريري لقاءات اخرى في بيروت بعد عودته خلال ايام من باريس وعلى الارجح منتصف الاسبوع.

وتشير الى ان الرئيس المكلف يصر على انهاء الحكومة خلال هذا الاسبوع إما سلباً او ايجاباً وانه سيضع الرئيس عون في نهاية الاسبوع المقبل في صورة مداولاته النهائية.

4 خيارات أمام الرئيس الحريري
وبانتظار اجتماع كتلة “المستقبل” النيابية غداً، لدراسة الموقف المستجد، قال مصدر نيابي مواكب لعملية التأليف لـ”اللواء” ان الرئيس المكلف امام خيارات اربعة:

تأليف الحكومة وصدور المراسيم وفقا للآليات الدستورية، وهو ما يطمح إليه بقوة.

تقديم تشكيلة للرئيس ميشال عون، بصرف النظر عن اعتمادها أو ردّها.

الاعتكاف في حال استمر التباين مع فريق العهد أو سائر الأطراف الأخرى.

الاعتذار، لا سيما وان أوساطاً نقلت عن الرئيس المكلف استياءه البالغ من “المترسة» وراء الشروط والشروط المضادة وأن لا إمكانية لديه للاستمرار في هذا الوضع،

لا سيما وان المطالب الأوروبية والدولية والعربية تشدد على ضرورة تأليف الحكومة والخروج من حالة المراوحة، نظرا لسلبياتها سواء على المساعدات المقررة في المؤتمرات الدولية، أو التهديدات الإسرائيلية المتكررة.

لا تتحدث مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” عن أي حسم حكومي، لكنها توقعت ان تكون لقاءات باريس قد خلقت أجواء حوارية.

وقالت ان المعطيات الموجودة لا تشير الى بت بعض النقاط المتصلة بتأليف الحكومة ولاسيما موضوع تبادل الحقائب ولذلك فإنه من غير المستبعد ان تستكمل اللقاءات في بيروت.

وقالت مصادر معنية بمشاورات التأليف إن الأسبوع الجاري يحمل خيارين: تأليف الحكومة، أو “ألا تبقى الأمور كما هي، سواء من قبل الحريري او من قبل الرئيس ميشال عون”.

وفسّرت مصادر “الأخبار” هذا القول بأن الحريري ربما يعتذر، لافتة في الوقت عينه إلى أن الخيار الأكثر رجحاناً هو التأليف، “بعدما تم الاتفاق في اجتماعات باريس بين الحريري والوزير جبران باسيل على عدد من الخطوات التي سيتم استكمالها في بيروت، كلّ منهما مع شركائه”.

وبعودته، سيكون الحريري محكوماً بالمهلة التي ألزم نفسه بها. فباسيل عندما التقاه بُعيد القمة الاقتصادية العربية، نتيجة إلحاح رئيس الجمهورية على إنهاء مرحلة التأليف، كان قد تعهد له بأن يحل مسألة توزير سنّة 8 آذار،

مقابل سعي الأخير مع الرئيس نبيه بري لاستبدال حقيبة البيئة التي يريدها التيار، إلا أن أبواب هذه الحقيبة ظلت موصدة في وجه التيار، بسبب تمسّك وليد جنبلاط بوزارة الصناعة وتمسّك سمير جعجع بحقيبة الثقافة.

من المبكر الاعتذار
في الموازاة، كشفت أوساط قريبة من بيت الوسط، أنه من المبكر الإنخراط في أي توقّعات أو قرارات لما سيحمله الرئيس الحريري من تصوّر حكومي لدى عودته إلى بيروت، وأكدت أنه مستمر على تخطي الحواجز والعقبات التي أدّت إلى تأخير المسار الحكومي،

وهو يؤكد على المعطيات الإيجابية المتوافرة لدى العديد من الأطراف السياسية الداخلية من أجل إحداث خرق في الملف الحكومي، لا سيما وأن ما سمعه الرئيس المكلّف من القيادات قد وفّر له كل الدعم المطلوب، كما التشجيع من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة.

واستبعدت الأوساط نفسها، كل الكلام المتداول حول تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ورأت أنه من المبكر الإنخراط في أي اقتراحات من هذا النوع، لأنها لا تزال تأمل في إنجاز عملية التشكيل،

وإن كانت في الوقت نفسه لم تعارض خيار تفعيل العمل الحكومي، كما مجلس النواب، لجملة من الإعتبارات والضرورات المالية، وخصوصاً من أجل تأمين انتظام عملية صرف الأموال وتأمين رواتب الموظفين في القطاع العام.

وتلمح الاوساط الى ان كل الخيارات مفتوحة بعد هذا الاسبوع ونسعى لان تكون الامور ايجابية وان تتشكل الحكومة وان تنتهي مشاكلنا المالية والاقتصادية وخصوصاً اقرار الموازنة وان نتخطى مأزق عقد حكومة تصريف الاعمال اجتماعات عادية كحكومة اصيلة لبت امر الموازنة وهذا امر غير دستوري ولا يحبذه الرئيس عون ومعرض للطعن.

بري: سأتحرك
في هذا الوقت، أعلن الرئيس نبيه بري انه “لن يقف متفرجاً”، ويقول لـ”النهار” ان مجلس النواب سيتحرك، وسيدعو هيئة مكتب المجلس إلى الانعقاد لتحديد جلسة نيابية،

“وخصوصاً ان ثمة مواضيع لا يمكن السكوت عنها، ومن الضروري رفع الصوت من اجل اقرار الموازنة”. ويضيف: “أنا، في اختصار، وليعلم الجميع، أنني لن أقف متفرجاً على انهيار البلد وهذه مسؤولية الجميع”.

الاتصالات مستمرة مع فرنسا
وأشارت صحيفة “النهار” الى ان الرئيس الحريري افاد من اقامته الباريسية لاتصالات دوليّة وخصوصاً فرنسية لاستطلاع الأجواء في ما يخص وجود أي فيتوات خارجية بعدما أعيد تحريك نقاط كان متفقا عليها. ويجهد لتخفيف الاندفاع الفرنسي السلبي حيال لبنان.