بيروت اليوم

هل يشفي دواء Nivaquine من فيروس ‘كورونا’ وماذا عن جهوزية المستشفيات؟

تنتشر أخبار ومعلومات كثيرة حول #كورونا الذي أصبح الشغل الشاغل حديث الساعة، بعضها ارتبط بسحر بعض المشروبات في مكافحة هذا الفيروس في حين ذهب البعض الى أبعد من ذلك من خلال تسمية بعض الأدوية التي قيل أنها أثبتت فعاليتها في معالجة كورونا. نحن اليوم في مواجهة مزدوجة طبية للوقوف في وجه هذا الفيروس المنتشر ومعلوماتية لمعرفة مدى صحة ودقة ما يتمّ التداول به.

انتشر بالأمس تسجيل صوتي يدعو الى شراء دواء النيفاكين قبل نفاده من الصيدليات، وفي هذا الصدد، أكد عضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور ​عبد الرحمن البزري في حديثه لـ”النهار” أنه “لم يثبت دواء النيفاكين (Nivaquine) أي فعالية في علاج كورورنا، ومن سرّب هذا التسجيل فهو إما من باب حسن نيّة وعدم مسؤولية أو من باب الاستفسار أو من خلفية اقتصادية تجارية بحتة. هناك أدوية جديدة طُرحت في السوق وأظهرت بعض النتائج الإيجابية إلا انه لغاية الساعة ليس هناك أي إثبات علمي عليها. ونحن اليوم في حال كان المريض بحاجة الى الدواء، نلجأ الى أدوية متوافرة تستخدم عادة لعلاج فيروسات أخرى”.

أما عن فحص كورونا، فيشير البزري الى أن “هناك مستشفيين يُجريان فحص كورونا وهو كناية عن فحص للإفرازات التنفسية وليس اختبار دم كما أُشيع في وقت سابق عند البعض. والاتفاق اليوم هو على عدم إجراء هذا الفحص إلا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، حتى مستشفى الجامعة الأميركية لا تُجري الفحص بناءً على طلب السلطة اللبنانية. نعلم أن هناك مستشفيات أخرى أصبحت تملك الفحص ولديها التقنية ولكن ما يهمنا اليوم هو حصر الحالات ومتابعتها وتقييم كيفية التعامل معها”.

وعن توزيع الفحص في مستشفيات أخرى في المناطق البعيدة، يرى البزري أن “المشكلة ليست بتوفير الفحص وإجرائه وإنما بمدى المتابعة اللوجستية للأشخاص الذين سيجرون الفحص. هناك طريقة معينة وعلمية يجب الالتزام بها من ناحية إدخال المريض من باب مخصص لحالات كهذه، وكيفية اخراجهم من المستشفى وكل التفاصيل اللوجستية والطبية المرافقة لهذه الإجراءات. الحديث عن الاستعدادات بالإعلام أسهل بكثير من أرض الواقع، اذا أردنا أن يكون لدينا مركز جدي لاستقبال مرضى كورونا،

يجب أولاً اتخاذ اجراءات عديدة ومكلفة لا سيما بمسألة التدريب للعاملين الصحيين والملابس الواقية، بالإضافة الى الإجراءات اللوجستية من خلال تأمين ممر خاص بالحالات المشتبه فيها وعدم وجودها مع أشخاص آخرين وكيفية نقلهم من السيارة الى المستشفى…لذلك نُفضل تحسين كل الإجراءات اللازمة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في انتظار ما ستؤول اليه الأيام المقبلة وتقييم الوضع للمضي بخطة ثانية بعد معرفتنا بكيفية تجهيز مستشفى آخر انطلاقاً من تجربتنا مع مسشتفى الحريري. علماً أن اللباس المعقم (البذلة الخاصة) الذي يرتديه الطاقم الطبي في مستشفى الحريري، تم استيرادها من الخارج ونتخلّص منها”.

وبعد إعداد دراسة لتحديد عدد المستشفيات الحكومية في المناطق، ما هي المعايير التي اعتمدت لاختيار هذه المستشفيات، يجيب البزري: “مع احترامي لكل المسؤولين، يبقى الحديث أسهل من التنفيذ، وعلى أمل أن لا نصل الى وقت نضطر فيه الى تجهيز مستشفى آخر لأن التجهيزات تتطلب دعماً مادياً ولوجستياً وثقافياً لتدريب الطاقم الطبي على التعامل مع الحالات.

الواقع الأفضل اليوم تعزيز ظروف مستشفى رفيق الحريري بشكل أفضل والاستعداد الجديّ لتجهيز مركز آخر. لدينا مستشفيات تتضمن غرف عزل ولكن من المهم أن نعرف أن ليس كل الحالات يستوجب عزلها وانما فقط تلك التي تظهر عليها الأعراض. نحن اليوم نعالج أعراض الفيروس وفي حال تطورت حالة المريض عندها نُخضعه لدعم تنفسي، وهذه النقطة تكشف مدى جهوزية المستشفى من عدمه”.

إذاً ما يُطرح اليوم عن تجهيز المستشفيات يتطلب خطة كاملة متكاملة لوجستياً وتدريب الطاقم…. لدى المسشتفيات الخاصة القدرة على تدريب طاقمها، أما بالنسبة الى المستشفيات الحكومية فإان وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تتابعانها.