بيروت اليوم

14 سنة على ‘زلزال’ اغتيال دولة الرئيس الحريري | رجل الدولة الذي قال ‘ما حدا أكبر من بلده’، ماذا كان سيقول لو اطلع على وضع ‘البلد’ اليوم؟

المصدر : عبير محفوظ

كثر اختلفوا معه في السياسة والاقتصاد، وكثر ايضاً اتفقوا معه وتحالفوا معه لسنوات…. بنى لنفسه قاعدة شعبية كبيرة على امتداد الوطن، كما استفز الكثيرين….

ولكن ما من أحد من هؤلاء يمكنه أن ينكر أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 شكل زلزالاً في لبنان والمنطقة ما زالت تردداته العنيفة تضرب هنا وهناك بعد 14 سنة على حدوثه…

ابن مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، سافر الى السعودية مواطناً طموحاً ليعود منها الى وطنه مع انتهاء الحرب الأهلية ويخوض غمار “اعادة الاعمار”…

انجازاته الاقتصادية والمالية استثمرها سياسياً واستطاع أن يخلق تياراً “حريرياً” اخترق لبنان من شماله الى جنوبه، جباله وبقاعه، ليعصف في قلب العاصمة بيروت…

وفي بيروت التي أحب، ومنها قال “ما حدا أكبر من بلده” اغتيل… ليكون رحيله فصلاً من فصول مخاض أليم يحضر للشرق الاوسط… توالت من بعده الاغتيالات واحتدمت الاصطفافات….

شق الخلاف صفوف حلفاء الامس فباتوا مؤقتاً اعداء اليوم… شنت حرب “تموز” على لبنان وأجهضت أهدافها… أزمات اللاجئين…. وغيرها من الويلات والمصائب التي حلت على اللبنانيين الذين يرفض حكامهم أن يتنازلوا قيد أنملة عن “مشاريعهم” العظيمة…

في وطنه الذي علمت مؤسسات الشهيد الآلاف من أبنائه، يحترق الأب لأنه عاجز عن دفع اقساط مدرسة ابنته…. في مطار سعى لتطويره، يهاجر مئات آلاف اللبنانيين بلا عودة…

أرادهم أن يصدقوا أن “ما حدا أكبر من بلده” ولكنهم جميعاً الآن يرفضون مناقشة “اسم” أو تعديل “قرار” أو “مراجعة اتفاقية”… ما زال النهب والفساد سيداً في وطننا…ما زالت السرقات والصفقات المشبوهة تحرم “الشعب العنيد” من أبسط حقوقه…. وما زلنا نحلم ببناء وطن بما تبقى من ذلك الوطن…