بيروت اليوم

نائب الكتائب حنكش | أنا متشائم… ‘كتائبُ’ سامي تشبه سامي، مستعدةٌ دائمًا من أجل فتح النار، ولصفير ريحها صدىً على صعيد لبنان

كتيبت “صفاء درويش” في ليبانون ديبايت:

وكأنّ “الكتائب” قد وُلِدَت من جديد. كأنّها أعادت هيكلة سياسة حزبها من البدايةِ. كأنّها نسفت هويّة حزبِ السلطة وسلَكَت مسار التماهي مع الحالةِ الشعبيّةِ العامّة. يشعر الكتائبيّون اليوم، أنّ “كتائب” سامي لا تشبه “كتائب” أمين، وبالطبع ليست “كتائب” بشير أو “كتائب” بيار المؤسس.

“كتائبُ” سامي تشبه سامي، تشبه “لبناننا” المتمرِّد على الواقعِ الحزبي التقليدي، الناقم على سلطةٍ فاسدةٍ ومفسدةٍ. “كتائبُ” سامي ورغم انحسار حيثيَّتها التمثيليّة إلّا أنّ لصفير ريحها صدىً على صعيد لبنان. هذا الجوّ، تلمسه من كلامِ أيِّ قياديٍّ كتائبيٍّ تجالسه، فتعلم، أنّ سامي قد نجحَ في تغيير بيتهِ وأهل بيتهِ.

إسقاط هذا النمط الحزبي على الواقعِ السياسي اليوم، يفيد بأنَّ “الكتائب” مستمرَّة في معارضتها. بحسب ما باتَ معلومًا، فالحزب لن يمنح حكومة حسان دياب الثقة، ولكن بحسب ما يكشف النائب الياس حنكش لـ”ليبانون ديبايت”، فإنَّ الحزب يتمنّى الخير لها، على قاعدة أنّ الجميع هم ركّابُ السفينة نفسها، فإن غرِقَت سيغرق الجميع.

‎يفنِّد حنكش أسباب تشاؤمهِ من امكانِ الحكومة احداث تغييرٍ حقيقيٍّ، إذ لم تفِ بأبسطِ ما وعَدَت به منذ البداية “قالوا حكومة مستقلّين، فأتوا بحزبيين”. وعدوا بإجراءاتٍ استثنائيّةٍ فأقرّوا بثلاثِ ساعاتٍ موازنة أعدَّتها الحكومة الساقطة قبل أشهرٍ، إذ يعتبر نائب المتن ما حصل في جلسة الموازنة “مسرحية هزيلة لا تليق بما يمرّ به البلد اليوم”.

إذًا، يتمسَّك حنكش اليائس من أيّ تغييرٍ بأملٍ ضئيلٍ من سفينةٍ بات غرقها مؤكدًا.

‎ولا يقتصر رفض “الكتائب” للواقعِ على الحكومةِ فقط، بل أيضًا على المجلس النيابي. يعتبرون، أنّ الوكالة الشعبيّة التي أُعطِيَت للنوّابِ سُحِبَت منهم بفعلِ التظاهراتِ أمام المجلس النيابي، ومن هنا أتى اقتراح قانون تقصير ولاية المجلس الذي تقدَّم به النائب سامي الجميّل.

يعتبر حنكش، وبالإضافةِ إلى التظاهرات، أنّ ملاحقة النوّاب إلى المطاعم والأماكن العامّة دليلٌ إضافيٌّ على رفضِ سحبِ الشارع للشرعيّةِ عن البرلمان. مشيرًا، الى أنّ “إجراء الإنتخابات وفق قانونٍ مغايرٍ سيكون أفضل، ولكن بما أنّ أيّ قانونٍ جديدٍ يحتاج الى سنواتٍ من الدراسةِ والنقاشِ فإنّ إتمامها إنطلاقًا من القانون الحالي سيكون مخرجًا بالنسبة إلى الناس التي تتوق الى تغييرٍ فعليٍّ”.

‎على صعيدٍ آخر، يرفض حنكش عدم اتهام “الوطني الحرّ” بالتورّطِ في الفسادِ بقدرِ ما يرفض فكرة إلباس “التيّار” ما وصلَ إليه البلد وحده من دون غيره. ويعتبر، أنّ “التيارَ موجودٌ في السلطةِ منذ ١٥ عامًا أيّ نصف عمر السلطة الحاليّة، وبالتالي، لا يمكن القول، أنّ السنين الثلاث من عمر العهد لا تتحمَّل وزر الثلاثين عامًا من الهدر وسواه”.

‎يقول الرجل، أنّ الوزير الذي يدخل إلى وزارةٍ ويعجز عن التغيير بسببِ تفشّي الفساد من سياساتِ أسلافهِ لا يجب عليه الإستمرار، بل الاستقالة وكشف المستور للرأي العام.

‎ويرى حنكش، أنّ التيّار لم يقم بإنجازاتٍ فعليّة كما يروِّج، بل هو متَّهمٌ بفضائحٍ كبيرة أبرزها فضيحة “كارادينيز” التي تحدَّث عنها النائب سامي الجميّل.

كما يأخذ نائب المتن الشمالي على “التيّار”، أنّه لطالما نادى بمحاربةِ الحريريّة السياسيّة والتوريث السياسي، وعندما وصلَ إلى الحكمِ تحالفَ مع “تيّار الحريريّة” وتقاسَم معه كل شيء فيما بقيَ الآخرون خارجه. كما قامَ الرئيس ميشال عون بمنحِ معظم أقربائهِ مناصب رسميّة. “التيّار”، ليسَ ضحيّة كما يصوِّر حنكش، بل خطَّطَ لدخول السلطةِ بكتلةٍ نيابيّةٍ وازنةٍ وبتعييناتٍ وتحاصصٍ في إداراتِ الدولة.

‎”كتائبُ” اليوم ليست كـ”كتائب” الأمس. لا ترضى الشراكة مع أيّ مكوِّنٍ من مكوِّناتِ السلطةِ لا بل هي مستعدةٌ دائمًا من أجل فتح النار عليها، فهل تغرف “الشعبيّة” من أدائها الجديدِ أم أنّ واقعَ الثلاثِ مقاعدٍ نيابيّة باتَ حقيقةً لا يمكن كسرها؟.