بيروت اليوم

محمد المجاهد كان يتمنى الشهادة فنال منه الخبيث …. ورث اخلاق والده الشيخ احمد وغاب تاركاً قمراً اسماها مريم ….

المصدر : ريم الأمين

صحيحٌ ما يُقال عن أن ما يتمناه المرء يصل إليه، ففي بريقع البلدة الجنوبية، كرّس محمد مراد نجل الشيخ أحمد مراد وقته للجهاد في صفوف المقاومة الإسلامية “حزب الله”.. جلّ ما كان يتمناه هو الشهادة في سبيل الله..

تحققت أمنيته ورحل عن عمر الثامنة والعشرين، ملاكاً سماوياً ولكن بخبيثٍ قهر جسده وأنهكه..
زاره قبل عام واستوطنه، لازمه كخياله، ولكن حاربه محمد بكل ما أوتي من قوة رغم أنه كان يرغب لقاء الله في أقصر وقتٍ ممكن..

لم يكن في حياته مجالاً للفراغ أو الكسل، فهو إلى جانب جهاده في صفوف حزب الله كان موظفاً في مكتب هندسي في صور..

تشييعه المهيب الذي امتزج بالأحزان والبكاء، إن دل على شيء فهو يدل على أخلاقه التي حملها من والده الشيخ أحمد، الشيخ الجليل الذي يحمل من التواضع ما تخلده الأيام ويذكره الناس..

رحل حاملاً معه كل الطيبة والبراءة ومن هذه الدنيا انتقل إلى الملكوت الأعلى، تاركاً فلذة كبده مريم.

هي التي ورثت عينا والدها، بقيت الرابط الذي يصله بالأرض.. لربما زارها في المنام ماسحاً على رأسها، ناظراً في عينيها نظرةً تكفي أعواماً من اليُتم ستعيشها في حياتها القادمة، لربما حضنها جابراً لها كسراً مؤلماً سببه غيابه..

النعوات انتشرت على المواقع، فمن عرِف محمد خلال حياته، أدرك أن الدنيا لم تكن يوماً ضمن حساباته.. كان يجهد طمعاً بآخرةٍ بين يدي الله وآل بيته..

محمد تحققت أمنيتك، وقابلت بنورٍ وجه الله الذي جاهدت في سبيله، بين يديه ارتاحت روحك من أوجاع خبيثٍ لا يرحم ولا يُمهل..

وداعاً يا محمد، وداعٌ يليق بروحك الطاهرة، سلامٌ لها حين ارتحلت، ولقلوب عائلتك السكينة على فراقك..