بيروت اليوم

لأن هناك من العائلات الفقيرة من يوصلون الصيام بالصيام… مبادرة شبابية في الضاحية الجنوبية لمساعدة العائلات المحتاجة

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتحضر السفرة اللبنانية لوجبات الافطار وفيها ما لذّ وطاب. من انواع الشوربا المختلفة الى السلطات والتبولة مروراً بالمقبلات والمعجنات،

حتى الطبق الرئيسي من مناسف الدجاج واللحم والسمك الى المشاوي، وبعدها كوب الجلاب مع المقلوبات او العصير الطازج والحلويات الرمضانية الغنية بالقشطة والقطر وغيرها الكثير.

كل ذلك “الطفر” يعطي الافطار رونقاً يجتمع عند اغلب العائلات الصائمة، إلا انه على المقلب الآخر عوائل – لا يستهان بعددها في الضاحية – تصوم لأكثر من 12 ساعة فلا تجد ما تفطر عليه! بل وإن منها من ينتظر وجبة إفطاره حتى ساعات متأخرة من الليل حتى لا يجمع الصيام بالصيام!

جمعيات متواضعة وشباب نشيطون وجدوا في التصدي لهذا المشهد المؤلم ضرورة قصوى. ففي شهر الرحمة لا يُعقل ان تفطر حتى التخمة فيما جارك في الحيّ يحتار كيف يلملم مائدته.

بين تلك المبادرات الحميدة يسلط موقع “ضاحية” الضوء على حملتين تتكفلان بسدّ جوع مئات العائلات: حملة “افطر صائماً”، ومشروع “حفظ النعمة”.

“افطر صائماً” قبل الافطار بساعات

“افطر صائماً” مبادرة شبابية بدأت منذ 7سنوات. تلبي المبادرة حاجات أكثر من 140 عائلة في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية كحي السلم وبرج البراجنة وبئر العبد وغيرها. هدف المشروع الرئيسي ايصال وجبة الافطار قبل موعد الآذان المغرب الى ابواب منازل العوائل حفظاً لماء وجههم.

يقول منسق المبادرة علي حيدر في حديثه لـ “ضاحية” إن الفكرة بدأت بعد رصد عشرات العوائل غير القادرة على تأمين قوت يومها، فكان العمل على جمع الطعام من البيوت قبل موعد الافطار وإيصالها للمحتاجين.

ويتابع إن بعض المساهمين لا يستطيع التبرّع بالمال او المؤن فنمدّه بالمواد الاولية ليطبخ ويعدّ وجبات الافطار، ونحن نقوم بعدها بالتوزيع.يؤكد منسق المبادرة ان حجم المساهمين بالحملة يزداد سنوياً، بالرغم من ان الطعام الذي يوّزع قد لا يكون متشابها لكل العائلات إلا اننا نحرص على ان يكون متكافئاً.

ويضيف “من اليوم الاول لشهر رمضان نسعى لتأمين المؤن اضافة للوجبات، ويوم العيد نقدم المعمول كحلوى لكل عائلة محتاجة”.

“حفظ النعمة” بعد الافطار وحتى السحور

بعد كل افطار جماعي للعائلة او عزيمة لحضور ضخم، وفي المطاعم تكثر فضلات الطعام، التي غالباً ما تحوّل الى مكبات النفايات. مشروع “حفظ النعمة” لجمعية سبع سنابل الذي بدأ العمل منذ العام 2008، يعمل طوال العام إلا ان زخم نشاطه يكون في شهر رمضان المبارك.

تشرح مدير الجمعية الحاجة زهرا بدر الدين لموقع “ضاحية” آلية عمل المشروع. فمع انتهاء موعد الافطار يتوجه فريق عمل الجمعية الى المطاعم والمنازل، ويقوم بإعادة توضيب الطعام المتبقي على شكل وجبات توزع للعائلات كإفطار لليوم التالي.

تحرص جمعية “سبع سنابل”، بحسب بدر الدين، على التوضيب الصحي والسليم ما يحفظ الطعام ويبقه طازجاً.

وتضيف: “المندوبون يعملون احياناً حتى ساعات الفجر، يجمعون ويحفظون النعمة، ثم يعلبّونها وبعدها يحصون ويوزعون، فلا يطلع الفجر على عائلة فقيرة محتاجة إلا وعندها افطار اليوم المقبل”.

هاتان المبادرتان وغيرهما، سبلٌ لفعل الخير وكسب الثواب، في شهر كريم أفضل اعماله افطار المؤمنين. ولعل بعضنا في ظل الازمات الاقتصادية الخانقة يجد نفسه عاجزاً عن تقديم الدعم المادي، إلا انه حتماً قادرٌ على اعداد وجبة طعام لفقير او ايصال اخرى لمنزل محتاج، او حتى المساعدة في التوضيب.

باب الرحمة واسع وأهل الضاحية اهل الخير. فليكن في شهر الرحمة اقل العمل الاقتداء بقول رسول الله (ص): “أيّها الناس من فطَّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق ‏رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه”.‏

للتواصل مع حملة “افطر صائماً” للتبرع او الحصول على وجبة افطار:

0096171407374

للتواصل مع جمعية “سبع سنابل” – مشروع “حفظ النعمة” للتبرع او الحصول على وجبة افطار:

0096171021536

0096176835300

0096170678100

المصدر : موقع الضاحية

الصورة تعبيرية