بيروت اليوم

‘حفلة جنون’… ماذا كشف أحمد فتفت؟!

“نشر “ليبانون ديبايت”

لا تزال الساحة السنًية تجتذب اهتمام القوى السياسية والحزبية التي تخوض غمار الإنتخابات النيابية، وإذا كان الرهان في العاصمة يتركّز على نسبة مشاركة الناخبين السنّة في الإستحقاق، فهو يتحوّل في دوائر الشمال الإنتخابية، إلى امتحانٍ صعب بسبب ازدحام عدد اللوائح ما بين المدعومة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والمدعومة من شخصيات تدور في فلك تيار “المستقبل”، وإن كانت استقالت من التيار، ولوائح تضمّ قوى 17 تشرين أو الثورة، إضافة إلى لوائح ذات طابعٍ مستقل، وأخرى مدعومة من الأحزاب والتيارات السياسية الكبرى.

وعلى الرغم من أن دوائر الشمال تستعدّ للإنتخابات في 15 أيار المقبل، من دون أي دعم من تيار “المستقبل”، فإن ملائكة التيّار حاضرةٌ بشكلٍ أو بآخر في طرابلس وعكار والمنية، حيث يتنافس مستقبليون سابقون، خرجوا عن قرار قيادتهم بمقاطعة الإنتخابات، ويعملون وسط ظروف أقلّ ما يقال فيها إنها غير مسبوقة من حيث الصعوبة وحجم التحدّيات، وذلك، في ضوء اعتبارات عدة تدخل في المعادلة الإنتخابية وهي سياسية وعائلية وحزبية ومناطقية.

وفي الوقت الذي يبقى فيه الرهان على نسبة المشاركة في الشارع السنًي تحديداً في الدوائر الثلاث، حيث يُطلق على المعركة الإنتخابية معركة وجود من قبل رؤساء هذه اللوائح، يكشف الوزير السابق الدكتور أحمد فتفت، عن أن هذه النسب تختلف بين دائرة وأخرى في الشمال، حيث أن آخر الإستطلاعات، تشير إلى مشاركة بنسبة 33 في المئة، بينما في الضنية ترتفع النسبة إلى 40 بالمئة، وكذلك بالنسبة لعكار حيث تتبدّل الأرقام من يومٍ لآخر، مع اقتراب موعد الإنتخابات، ولكنها لا تتدنى عن النسبة التي سُجّلت في العام 2018.

ويؤكد الدكتور فتفت، رداً على سؤالٍ لـ “ليبانون ديبايت”، عن طبيعة السباق الإنتخابي شمالاً والمزاج في الشارع السنًي على وجه الخصوص، بأن نسبة المشاركة لن تتخطى النسب التي سُجلت في الإنتخابات النيابية الأخيرة، ولكنها ستكون في الشمال أعلى من النسبة المتوقّعة في العاصمة، حيث يتحدّث عن طابعٍ غريب يسود الأجواء السياسية عشية الإستحقاق الإنتخابي، وأقلّ ما يقال فيها ربما إنها “حفلة جنون الإنتخابات”، إذ أن نسبة الحماس تختلف بين دائرة وأخرى ومنطقة وأخرى، ولكن الثابت اليوم أن هذه النسبة تتّجه إلى الإرتفاع في الأسابيع القليلة المقبلة.

لكن هذا الواقع، لا يلغي وجود نوعٍ من الإحباط على مستوى الشارع الشمالي العام وليس فقط السنّي، وهنا، يؤكد الدكتور فتفت، أن الإحباط السنّي ليس حديثاً، ولا يعود لقرار مقاطعة الرئيس الحريري للإنتخابات، بل يعود إلى عدة سنوات مضت، مذكّراً بأنه كان أول من تطرّق إلى هذا الموضوع في المجلس النيابي في العام 2017، وذلك، عندما حذّر من الإحباط السنّي، والذي انسحب اليوم على الواقع العام لكل اللبنانيين، إذ من غير المعقول أن يكون فريق لبناني في أزمة ويبقى باقي الأفرقاء بحالة جيدة، فالبلد كله يصبح مأزوماً.

وعن الجهة المسؤولة عن هذا المشهد، يوضح الدكتور فتفت، إن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الجميع، وعلى حال الإنقسام السياسي على أكثر من مستوى، بالإضافة إلى انشغال البعض بالمصالح الضيّقة، ما ساهم في شرذمة القوى السيادية التي كانت تشكل فريق 14 آذار. ويرفض أية إشارة عن تأثيرٍ للعودة الخليجية إلى الساحة اللبنانية مع عودة العلاقات الديبلوماسية، مؤكداً أن ما من تدخلات في أي ملف محلي، لأن المعالجات لأية مسألة داخلية هي بيد اللبنانيين، وليس العرب أو الخليج أو الدول الغربية.

ويكشف في هذا الإطار، عن وجود طرف وحيد يعمل على الإستراتيجية البعيدة المدى وهو السيد حسن نصرالله، فيما الباقون يهتمّون بالتكتيكات، ولذلك، يبقى الوضع على حاله من الأزمة.