بيروت اليوم

في لبنان.. ظاهرة تشطيب اليدين تنتشر لدى الفتيات المراهقات.. فعل خطير للتنفيس عن الغضب والاكتئاب.. وهذا ما يحدث!

منى قدوح – بنت جبيل.اورغ

“تشطيب اليدين” ظاهرة جديدة تنتشر، خاصةً في أوساط المراهقين، والهدف…”فشة خلق”! فيفجرون غضبهم بأجسادهم الطرية بعد كل مشكلة يمرّون بها… يشعرون باليأس، يعتريهم حب التغلب على النفس، يغمضون أعينهم،

يشطبون أنفسهم دون خشية من الدماء التي تسيل من عروقهم وبالكاد يحسّون بأي ألم جسدي، فهذا الألم الذي يختارونه أفضل بكثير من الألم النفسي بالنسبة لهم. ونادراً ما يكون بهدف نشوة أو لذة بل فقط “ملجأ” لتفريع غضبهم عن طريق معاقبة أو جلد النفس.

هي ظاهرة لا تحمل إسم “المرض”، ولكن تنتقل كالعدوى بوجود “خليطٍ” مناسب من الكبت، الأسباب العائلية النفسية وقلة الوعي.. ، والحصيلة راحة نفسية مؤقتة ويدين مشوهتين يحاولون اخفائها جاهداً لشعورهم بالخجل والندم. أما الإعتقاد السائد أنها طريقة لجذب الإنتباه ليست سوى “كذبة” وقلّة وعي لهذه الحالة . في إتصال مع موقع بنت جبيل ، تحدثت الإخصائية والمعالجة النفسية صفاء سرور عن ظاهرة تشطيب الجسد، الأسباب والعلاج.

أشارت إلى أنه غالباً ما يتم التشطيب في منطقة اليدين والصدر والفخدين ويتم إستخدام الشفرة أو السكين بأكثر الأحيان. وأفادت أن الأسباب العائلية: “الغياب التام للأهل عن مشاكل المراهقين، عدم التواصل والحوار، عدم وجود الراحة والأمان، قلة الوعي من الأهل…”، هي الأسباب الأسياسية لهذه الظاهرة، نظراً لأن الشباب يمرون بمرحلة يتخلّلها تغيير شامل وجذري في جميع الجوانب الجسميّة والعقليّة والانفعاليّة ويتعرضون فيها لضعوطات نفسية.

ويمكن أن يلجأ المراهقين إلى التشطيب لأسباب أخرى: التنمر، الفشل، الإحباط، الكبت، وايضاً الضعوطات من الأصدقاء، فالتشطيب، يمكن أن يتحول إلى “عدوى” من بعض الأشخاص الذين يصورون لهم ذلك كـ”خلاص” من مشاكلهم.

وأضافت المعالجة، أن بعض الحالات راودتها أفكار حول الأقدام على الانتحار وهذة مرتبطة بحجم الضغوطات والمعاناة النفسية والحياتية التي يمر بها الشخص، ويمكن إن يستمر الشخص في عادة التشطيب لفترة زمنية طويلة وذلك بحسب وعي الشخص وإدراك المحيطين ومساعدته على تخطيها.

وأوضحت المعالجة النفسية ضرورة المتابعة النفسية للأشخاص اللذين يمارسون التشطيب ، عبر عدد من الجلسات النفسية لمساعدتهم على تفريغ غضبهم وشحناتهم الانفعالية السلبية ومساندته لوضع خطة حياتية إيجابية لمستقبله، وتحسين صورته الذاتية والجسدية.

وللأهل دور فعال في مساعدة ولدهم على تخطي هذة العادة من حيث التواصل البنّاء الذي يتميز بالتفهم والمساندة والدعم والإبتعاد عن التواصل الاستجوابي الذي يأخذ طابع التحقيق ويؤدي إلى تفاقم المشكلة وعوارضها عند الأبناء.

ليلى (اسم مستعار) فتاة في السادسة عشرة من عمرها، تبدو على وجهها الهموم والمشاكل وباتت لا تستطيع ان تتحمل أي ضغط من أهلها الذين يعانون من مشاكل داخلية بحسب قولها، ولذلك تعتمد عادة “التشطيب” بشكل دائم.

فهي اكتسبت هذه العادة بمفردها من خلال شفرة مبراة القلم.. وعن حالة اخرى علم بها موقع بنت جبيل ان فتاة تدخل المرحاض وتقوم بتشطيب يدها عند حدوث اي اشكال بين والديها، لتخفف الضغط الذي تشعر به “لم اعد أستطيع تحمّل التوتر، وليس أمامي سوي يديّ لأشفي غليلي بهما”.

المربي نضال بزي، اشار في حديث مع موقع بنت جبيل، عن مصادفة حالات كثيرة من المراهقين (من سن الـ15 الى 19) في كثير من مدارس لبنان “يعمدون إلى تشطيب إيديهم، وذلك نتيجة تراكمات نفسية بحسب تعبيره،

ومنهم بعض المراهقات اللواتي يلجأن إلى تشطيب أنفسهن لتفريغ غضبهن بعد علاقة حب فاشلة، ويعمدن لتصوير العملية لإرسالها إلى الـ”حبيب” وربما للتنفيس عن الغضب.. وفي حالات معنية قال بزي ان ادارات المدارس ربما تستدعي الاهل.

اترك ردا