بيروت اليوم

بعد أن كان ضحية مجهولة إثر حادث سير | الشاب محمد يوسف انتقل من سوريا إلى لبنان ليلقى حتفه على طرقات الجنوب في موطن والدته !

أن تكون ضحية الطرقات أمرٌ بات لا مفرّ منه في لبنان، ولكن أن تكون الضحية التي أخذها القدر على الطرقات أسيرته وأن تبقى ضحية مجهولة لفترةٍ من الوقت فهو وجعٌ وقهرٌ وألمٌ.

منذ ما يقارب الخمسة أيام، توفي شابٌ إثر حادث سير بين دراجة نارية وسيارة مدنية على طريق النميرية – النبطية، ونُقل على إثرها الشاب المتوفي إلى مستشفى النجدة الشعبية لتكون المفاجأة بأنه لا يمتلك أوراقاً ثبوتية تعرّف عنه،

وتم حينها تعميم مناشدةٍ من الجهات الأمنية ومستشفى النجدة الشعبية للتعرف على الفقيد صاحب الصورة.

ليتم بعدها التواصل مع “موقع ياصور” من قبل شخصٍ مقرّب من الفقيد، طالباً نشر صور هذا الأخير مع تعريف بسيطٍ عنه وعن قصته مع تمني قراءة الفاتحة عن روحه.

الشاب الفقيد هو محمد يوسف الزير، سوري الجنسية من أم لبنانيةٍ، يعود أصله إلى بلدة الفوعة السورية التي لاقت ما لاقت من ظلمٍ وفهرٍ خلال الحرب السورية.. انتقل أهله إلى منطقة السيدة زينب في سوريا للعيش فيها، فيما توجّه محمد وأخوه إلى لبنان للبحث عن لقمة العيش.

وبحسب المقرّب من العائلة فهو يؤكد بأنهما امتهنا العمل في مجال الألمينيوم في محلٍ خاصٍ بهما في منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت،

ولكن عندما يشاء القدر أن يختار طريقة الرحيل فهو يقوم برسم المشهد وتحديده، وهكذا كان مع محمد وأخيه، فقد انتقلا بعد سنواتٍ معينةٍ من العمل في العاصمة إلى الجنوب وتحديداً إلى بلدة المروانية التي وبحسب المقرّب منهما فهي بلدة والدتهما.

شاءت الأيام ألا يكون محمد ضحية الحرب الطاحنة في سوريا، وشاءت أيضاً ألا يكمل أيامه في بيروت مع أخيه ودارت حتى وصلت به إلى الجنوب ليكون الضحية المجهولة للطرقات.

الفاتحة لروحه، والصبر والسلوان لأهله وعائلته وكل من عرفه.

موقع يا صور