بيروت اليوم

“خيي الإنسان، هيدا بيتك”…”ابني الصغير وعدني يعمّر مأوى بس يكبر”…مبادرة غير عادية للطموحة ريتا من الأشرفية…من منشور على فيسبوك إلى “بيت للكل”

داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ

أن تستأجر بيتاً لقريب أو عزيز فهو أمرٌ محمود، بل عمل إنساني قيّم. ولكن أن تستأجر بيتاً وتهبه للإنسانية، مشرعاً أبوابه لكل سائل فهو أمرٌ نادر في عصرنا حد الإنقراض! ولكن، بقلب صادق، هذا ما فعلته ريتا بولس، التي فاض “الخير” في منزلها، حتى استأجرت بيتاً في الأشرفية. وهبته لخدمة المحتاجين وباتت تساند عشرات العائلات.

“ما بدي شي غير رحمة ربنا”، هذا جل ما تبتغيه الشابة الثلاثينية من إنجازها. وتسرد لبنت جبيل.أورغ قصة “بيت الكل”، فتقول أن المشوار بدأ بمنشور على حسابها على فيسبوك. حيث كتبت منذ بضعة أشهر عن أحد المحتاجين، متمنية على من يستطيع، المساعدة. وتفاعل متابعو حسابها مع منشورها، الأمر الذي دفعها إلى تكراره لمساعدة آخرين. وأدت ثقة محيطها بها إلى تقديم الكثير من المساعدات حتى امتلأت شرفة

منزلها بالتقديمات التي أرسلها نشطاء لريتا لتسلمها بنفسها لمن يحتاجها.
انشأت ريتا صفحة فيسبوكية أسمتها “أنا كمان جعت ana kamen je3t avec Rita Boulos  طريقنا السما” لتوسع نشاطها. ولم تكتف بالإفتراض، بل استأجرت بيتاً في الأشرفية وألصقت عليه عبارة ” خيي الإنسان، هيدا البيت لكل جوعان، لكل محتاج، لكل عريان، لكل مريض. أنا كمان ‘جعت’”. وأكدت ريتا، المتعطشةٌ للرحمة والمحبة، أنه أصبح هناك ما يقارب الـ120 عائلة “على عاتقها”، وتقول “هؤلاء أهلي”. وتتكفل بإعداد ما يلزم من “المونة” والوجبات وتستلم البطانيات والألبسة وحتى الأسرة، وكل ما يطلبه رواد “البيت”.

الجدير بالذكر أنه يقصد البيت مسنون وعائلات وجدوا في مبادرتها ملاذاً من وجع الدنيا. كذلك أنجزت ريتا العديد من المهام التي أوجدتها لنفسها، حيث أوصلت مؤخراً أمانات من “فرش” إلى البقاع، وتطمح أن تنجز المزيد، وتوسع نشاطها ورسالتها إلى طرابلس. ويعاونها فيما تنجز أولادها الثلاثة الصغار، حيث نشرت مؤخراً صورة للائحة بالمستلزمات التي تنقص “المركز” كتبها طفلها الصغير بخط يده.
حين سألنا عن تفاصيل عملها في إعداد السبحات المشغولة يدوياً، قاطعتنا ريتا بالقول “ما بدي دعاية لشغلي، بدي الناس تفكر ببعضها”.

وتصر على أنه ليس هناك أولوية لأحد دون سواه، فالكل سواسيه مهما كان الإنتماء. وفي “البيت” تلك محجبة وذاك يحمل بيده الصليب، تثري الحديث بقولها “كلنا متل بعض، كلنا كبار بقلبنا”.
“ربيت ببيت عامر بالصلاة والرحمة…محبة وتسامح هيك امي علمتني” تقول ريتا. لكن السيدة الطموحة، التي تترجم مساعدات الخيّرين وتوزعها على من يحتاجها، تحبس دمعها أمام مسن يلتحف السماء، لا قدرة لها

إلا أن توصل إليه بطانيات، وطعام وأن تسعده برفقة صغارها في الأعياد.
وعن طموحها، أجابت على سؤال بنت جبيل.أورغ “لوين مكملين؟” بالقول: “ابني الصغير وعدني يعمر مأوى بس يكبر”. وتتابع أن ذلك حلم ولكن “فلنطمح أكثر للإنسانية”.

انا كمان “جعت” ana kamen je3t avec Rita boulos طريقنا السما

مسابح شغل ايد امي

اترك ردا