بيروت اليوم

خسارة الفتى هادي بعدما ترعرع إبناً لدار الأيتام…رحيل هادئ لابن الـ15 ربيعاً آلم كل من عرفه ونعوته لم تذكر الأم ولا الأب ولا الأقارب

رحل بهدوء كاسمه، هو الفتى هادي الذي ترعرع ونشأ في دار الأيتام الإسلامية. لم يستحمل جسده الطري المرض، فتوفي وقد أتم من العمر 15 ربيعاً.

وللفتى الطيب الطموح قصة نشرها السيد محمد جمال غلاييني عبر حسابه على فيسبوك حيث كتب: “أول مرة خلال حياتي تقع عيناي على ورقة نعي لشاب في مقتبل العمر لا يوجد فيها أي ذكر للأب والأم والاخوة والأخوات والأقارب!”

وتابع: “رمياه والداه المجهولين على قارعة الطريق في ليل مدلهم دامس ليفتح عينيه في دار الايتام الاسلامية التي احتضنته ورعته وربته وعلمته مشكورة مأجورة .
فتح عينيه ملتفتا يمنة ويسرة باحثا عن امه وابيه.شنف اذنيه منصتا بشغف ليسمع كلمة ماما وبابا! تلمس انامله بحثا عن الامان في يدي من كانا سبب وجوده!

ولكن خاب أمله…عاش ابنا للدار الذي حل محل والديه”.

وأضاف السيد في منشوره: “ليس هناك من ام ترثيه ولا والد ينعيه ولا اخوة واقارب يحملون نعشه ، بل هنالك من هم اهم منهم بكثير ..
هناك دار نعته ، وامهات رثينه ومعلمون نعوه واصدقاء حملوا نعشه .. وكانوا ارأف به وارحم من ام واب انجباه فقط ..

هناك حيث الجنة بانتظارك باذن الله يا ابن الدار ستنسى آلامك وستتجاوز احزانك عندما تجد ان الله انيسك والانبياء جلساؤك ، ونساء الجنة يحطن بك من كل جانب يعوضنك كل حنان افتقدته او عطف حرمته …

رحلت كما اسمك تماما بكل هدوء، وقيض الله لك من تعرف عليك يوما تلميذا والقى على مسامعك الدروس والمواعظ اسمه محمد جمال ، الذي كان ينتظر سماع نبأ تخرجك وزفافك ويشاركك افراحك ، ليفاجأ ليل أمس بسماع نبأ وفاتك ، وتزف عريسا باكرا الى الجنة”.