بيروت اليوم

بالفيديو | بعد 25 عاماً من الانتظار | الحاج عبد الاله (50 سنة) وزوجته ندى (46 سنة) من حاريص الجنوبية رزقا بالطفل حسن ….

عبير محفوظ-وسام نبهان

لعل أكثر الارض حمداً لله على هطول المطر هي تلك التي ينهمر عليها بعد طول جفاف…. وكذلك هي فرحة الأبوين الذين يرزقهما الله طفلاً بعد طول انتظار ورجاء وأمل… تراهما يحتضنان مولودهما بعيون دامعة وتنبض لهم كل القلوب ترحاباً بمعجزة شاء الله بها أن يسكن قلبهما ويهدئ نفسيهما بطفل ينعم بدفء حنانهما…. تماماً كما حصل مع المواطن الجنوبي عبد الاله يحيى (50 سنة) وزوجته ندى (46 سنة) اللذين رزقا بالطفل “حسن” بعد انتظار دام 25 سنة….
قبل 25 سنة، تعرف عبد الاله يحيى (من بلدة حاريص الجنوبية) على ندى سبيتي (من بلدة كفرا) وتزوجا…. وككل عريسين، تأملا أن يكون لهما أطفالاً يملأون بيت الزوجية بضحكاتهم وقهقهاتهم البريئة…. إلا أن القدر عاندهما… ورغم تأكيد كل الأطباء أن لا مانع فيزيولوجياً ولا طبياً من حمل ندى، كونها هي وزوجها يتمتعان بصحة جيدة وقدرة على الانجاب، إلا أن جميع محاولاتهما باءت بالفشل… فلجآ الى تقنيات الحمل المساعد، ومنها عمليات طفل الأنبوب، وكررا المحاولة مرات عدة…. ولكن في كل مرة، كان الاجهاض التلقائي من نصيبهما…

ولربما كان ذلك تجربة من رب الكون لصبرهما وتقبلهما برضا ما كُتب لهما….فيؤكد المقربون من الزوجين، في حديث مع “موقع يا صور”، أن ذلك لم يعكر صفو حياتهما التي تميزت بالهناء والسعادة، فكانا مثالاً يحتذى بين أبناء البلدة عن الزوجين السعيدين الراضيين بحكم الله وقدره، وإن كانا لا يوفران جهداً للسعي لتحقيق حلمهما بإنجاب طفل يُكمل حلقات سعادتهما… حتى شاء الله أن يكافئهما بالمولود “حسن”….

فبعد أن بلغ الحاج عبدالاله سن الخمسين وقاربت ندى سن الـ46، وبعد زواج استمر 25 سنة، قصد الزوجان عيادة الدكتور ناجي عفيف لمتابعة علاجهما في عيادته…. وكان أن زف اليهما بعد فترة وجيزة خبر نجاح حمل الزوجة…
ضاقت الدنيا بالأب والأم وكل من أحبهما بمن وسعت…. وطالت أشهر الحمل التسعة…. تتحسس خلالها ندى جنينها ينبض داخل أحشائها، وعبد الاله يتحين اللحظة التي سيبصر فيها مولوده النور…. ويوم السبت في 18 آب 2018، شهدت أروقة مستشفى بهمن سعادة أب لا توصف واطمأن قلب أم على سلامة مولودها…. اختنقت العبرات في عيني الأب حتى تفجرت دموعه سيولاً أثرت في جميع من كان في المشفى عندما رأى زوجته بخير ورأى “مولوده حسن” للمرة الأولى…. “كان مشهداً مؤثراً جداً لم يستطع أخي أن يتمالك نفسه عندما رأى زوجته تخرج من غرفة الولادة ويسير أمامها مهد طفلهما “حسن”…فبكى وأبكانا جميعاً بينما كنا نلتقط له صوراً وفيديو لنحتفظ بذكرى اللقاء الأول”، تحدثنا شقيقة عبد الإله، وتكمل، “أخيراً جاءه حسن….. فمنذ أن كنا صغاراً في سيراليون وحتى اليوم، يناديه الجميع أبو حسن… وحلمه السبت تحقق….”

أما “أبو حسن” ، ومع أنه يتمنى أن يسابق نبضات قلبه، فيقود في هذه الأثناء سيارته رويداً رويداً من بيروت ليحمل زوجته وطفله ويصل بهما الى منزله ويكلل سعادته بزواجه من شريكة عمره “ندى” بابنهما حسن…. وعن شعوره بالفرحة الغامرة، يرد أبو حسن، “شوفي الفيديو…. ما قدرت أحبس دموعي…. دخيله الله…اذا اعطى أبهج”…. وتشعر بصوته يرتجف جذلاً مجدداً ومجدداً…..

ألف مبروك “أبو حسن وأم حسن” وعسى أن لا يُحرم نعمة الأبوة والأمومة من يستحقونها….

اترك ردا