بيروت اليوم

بالصور | لم تمنعها الأمومة من متابعة شغفها الدراسي…نموذج لأم اصطحبت صغيرها “زيد” إلى الجامعة

نشر حساب الجامعة اللبنانية على فيسبوك:
زيد إبن الأربع السنوات، الطفل الذي تأثر إلى حد بعيد بوالدته التي تتلقى تعليمها في كلية الآداب الفرع الثالث في قسم الآثار، والتي لا تنفك تواظب على دراستها في المنزل كما في الجامعة، فمن شدة الحماسة والتطفل واكتشاف الجديد وما يراه من اهتمام من والدته في البيت بالكتب والدرس،

ألح عليها كما روت، أن يرافقها إلى حيث تدرس أي إلى الجامعة، ليصبح كما هي طالبا مقلدا لمثله الأعلى، يعود بعد انتهاء الدوام إلى البيت ويدرس ويذاكر وينجز واجباته كما اعتاد على مشاهدته يوميا من أمه يوما إثر يوم..

وافقت الوالدة شريطة أن يعدها بأنه سيبقى هادئا ومثابرا وصامتا في القاعة ولا يأتي بأية حركة فلا يثير ضجيجا أمام الدكتور ويجلس مستمعا ويصور أو يرسم ما فهمه من محاضرة الدكتور.

وهكذا جلس الصغير بجانب والدته على نفس المقعد مقلدا إياها بحركاتها وإيماءاتها وعبوسها وابتساماتها وحدة إصغائها وبشاستها حينما تعجبها فكرة الدكتور المحاضر، أمسك زيد القلم والدفتر فاعلا ما يفعله زملائه الكبار ووالدته في القاعة.

وهكذا كان، جلس زيد على مقعد الجامعة بجانب أمه مشاركا متفاعلا مصغيا، صامتا أحيانا، جديا صارما في أحيان أخرى، وفي مرة ثالثة لا يعير الانتباه لأحد، مركزا كما زملائه على كل شاردة وواردة،

ومحاولا إظهار شخصيته وهويته الجديدة كطالب ناضح في أحيان أخرى، واضعا دفتره أمامه مجسدا ما يسمعه من خلال رسومات وصور وأشكال تخيلها بعدما سمعها من الدكتور المحاضر، فعكسها كما استوحاها عقله الصغير.
زيد جسد اليوم صورا حية وأحرف ملتوية وخطوطا مائلة ومتعرجة.

خلاصة القول هكذا هم طلاب الجامعة اللبنانية بغالبيتهم، إما عاملون، وإما عسكريون، وإما موظفون، وإما أمهات يرعين أطفالهن وينتمون لأسر وعائلات قررن تجاوز كل العوائق لينتسبوا للجامعة وان أضطروا أحيانا لاصطحاب أولادهم الصغار معهم يوم لا تتوفر امكانية لوجود من يرعاهم ويحتضنهم عندنا يكون الوالد في ورشته والأم هاجسها الحضور لاكتساب ما أمكن من معلومات لتحقق آمالها واحلام أطفالها.

هم هكذا يربون أطفالهم الذين يحلمون بان يصبحوا يوما طلابا يتابعون على نفس مقعد الدراسة ما بدأه ذووهم من قبلهم يوما بعد يوم واسبوعا اثر أسبوع.
التحية لزيد ووالدته ولكل زيد يحلم بمستقبل واعد في بلادي.