بيروت اليوم

بالصور | بعدما توجه بالباص الى متحف بيروت … وزير الثقافة محمد داوود يقف في الصف ويخضع للتفتيش

السبت 6 نيسان ليلة المتاحف،
البرنامج الرسمي المقرر، عند الخامسة وصول وزير الثقافة الدكتور محمد داوود، الى متحف العملات في المصرف المركزي كأول محطة في الرحلة الرسمية لزيارة المتاحف في بيروت كما هي العادة منذ ستة أعوام حين تبنّى لبنان “إعلان ليلة المتاحف “،

التي تتضمن فتح أبواب المتاحف والأماكن الأثرية مجانا، أمام المواطنين والزوار، من الساعة الخامسة عصرا، ولغاية الحادية عشرة ليلا…

عند الخامسة تماماً وصل وزير الثقافة محمد داوود ترافقه عقيلته الدكتورة مايا صفي الدين ووفد من الوزارة الى مدخل متحف العملات في مصرف لبنان. كان في استقباله مدير القطع النقدية ومتحف العملات مازن حمدان.

وعند المدخل رفض الوزير الدخول من الباب الجانبي بل طلب أن يقف في الصف هو وعقيلته والوفد المرافق له كأي مواطن آخر، رافضاً بشكل قاطع تقديم الامتيازات له مفضلاً أخذ دوره كباقي المواطنين. وصل معاليه يرتدي ” ثياب سبور” من دون البدلة الرسمية وربطة العنق ،

تفاجأ الزوار بتواضعه وتصرفه القريب منهم وعند مدخل متحف سرسق وقف معاليه أمام عناصر التفتيش رافعاً يديه ليمارس الموظف عمله ومن دون أن يعترض معاليه أو يصرح للمسؤولين هناك ،أنه وزير الثقافة وأنه المسؤول المباشر عن هذا النهار. .

بعد قرابة النصف ساعة قضاها في متحف العملات ، صعد معاليه وعقيلته الى الباص الذي وضع بتصرفه وبتصرف الإعلاميين ولمن يرغب من المواطنين ليأخذهم في جولة إلى متحف الجامعة الأميركية، حيث اطّلع على محتوياته، ومن هناك إلى متحف سرسق وفيلا عودة، ومتحف الجامعة اليسوعية،

ثم أنتقل معالي الوزير المتواضع والهادىء ،عند الساعة الثامنة الى المتحف الوطني. حيث شهد العرض البصري الخاص في هذه المناسبة، وكان في استقباله عند وصوله،

المدير العام للآثار سركيس الخوري، المدير العام ورئيس المجلس الوطني للمتاحف في لبنان آن ماري عفيش،ومسؤولة ” ليلة المتاحف” مستشارة الوزير السيدة لين طحيني، ومسؤولة الأعلام في الوزارة أمل منصور.

يوم للمتاحف في لبنان يوم ثقافي بامتياز. لعله كان مناسبة لزيارة التاريخ من جديد. ومع ذلك شكّل وزير الثقافة داوود حدثاً في حد ذاته وشخصية سياسية من طراز فريد، وإطلالة رزينة محببة بسماته الرصينة المتواضعة على كبر ودماثة خلق.

ظهر الوزير في يوم المتاحف على حقيقته التي فطر عليها: رجل مثقف في دواخله الانسانية، واثقاً من نفسه، معتداً بسلوك يتماهى به مع سائر الناس الذين كانوا برفقته.

لم يتميز عنهم بلباس رسمي، بل آثر ان يرتدي جينز وسترة سبور عادية. اوحى انه على سجيته فعلاً. بدا أنيقاً في ملبسه وحضوره وتصرفاته وأسلوبه في مخاطبة الزوار والمواطنين. لم تسوّل له نفسه مرة ان يتجاوز احداً في صفوف المنتظرين.

كان ينتظر دوره أسوة بغيره من المواطنين. وزير في قمة التمدن والتحضر واحترام الأنظمة .
وزير الثقافة اسم على مسمى . أليست الثقافة في نهاية المطاف هي هذا السلوك الرفيع والأخلاق السامية.