بيروت اليوم

الشاب أحمد حجازي (22 سنة) | انتصر على الارهابيين وهزمه السرطان… لم يمهله الخبيث اكثر من ايام قليلة ليودع الاحبة ويأتمن ساحات الجهاد

عندما يأتي الموت سريعاً ويباغت الأشخاص، لا يدري الأقرباء كيف يجابهون قسوته، كيف يهربون من وقعه أو أثر ضربته القاضية.

أحمد حجازي إبن ال 22 عاماً ضحية السرطان القاتل الجديدة، ضربه سريعاً ولم يمهله أياماً قليلة حتى أخذه بعيداً.

أحمد هو قيد ساحات القتال، لم ترديه الرصاصات والقذائف شهيداً إنما استوطنه الخبيث في غفلةٍ منه وحتّم عليه أن يكون شهيد الأوجاع والآلام الصعبة.

امتلأت ثنايا صفحته الخاصة على فيسبوك بالنعوات، أصدقاؤه في ذهولٍ وألمٍ دفين، فكيف لمن لم يهزمه العدو أن يهزمه المرض… وفي عودةٍ بسيطةٍ في صفحته تجد بأن أياماً قليلةً تفصل ما بين وفاته وبين اصابته السريعة به ودعوات محبيه السابقة بالدعاء له.. ولكن تبقى أحياناً الأماني أضعف من الواقع، وترحل مع الرياح.

فالفاتحة التي كان تُقرأ بنية شفائه باتت اليوم تُقرأ لروحه الطاهرة، روحه المرحة، روحه التي لم تتعلق يوماً بالدنيا بل كانت تطمح دوماً نحو لقاء الآخرة بقلبٍ سليمٍ وعلى هذا تشهد ساحات الوغى التي لطالما افترشها المجاهد الفقيد.

العين تلطمك بصمتٍ وآهات الأسى ارتفعت أعلى من أصوات البشر كلهم، فأحمد ليس هاوياً للدنيا ولا طالباً للعيش فيها… رحل سريعاً ولكن صدى الرحيل كان أقوى من أصوات الحروب كلها، والفراغ الذي تركه سيكون جرحاً ينزف ألماً كلما اشتدت وطأة الذكريات وعزفت لحنها الكئيب.

ستفتقده ساحات الجهاد وجمعات الأحبة، ستبقى ترانيم ضحكته تترد على مسامع من عرفه..

لروحك المقاومة أحمد ألف سلامٍ وتحية، فلترقد حيث أحبّت دوماً إلى جوار خالقها، ولأهلك ومن عرفك نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.