بيروت اليوم

أصغرهم ابن الـ40 يومًا.. قصص تُروى عن عائلات زورق طرابلس | “قلتُ لأحد الصغار أن يتعلق بكتفي لأوصله إلى قارب الجيش”

كتبت زيزي اسطفان في صحيفة “الراي” لم يتكشف بعد هول الكارثة التي ضربت مدينة طرابلس ولم يلفظ البحر بعد أجساد مَن ابتلعهم، ولا يزال بصيص أمل

يرفض أن يذوي يضيء خافتاً في نفوس الأهل الذين يرفضون أن يصدقوا أن أحباءهم وأبناءهم وأهلهم ذهبوا الى غير رجعة وأن “الأزرق الكبير” سيكون أشدّ

ضراوة عليهم من أبناء اليابسة الذين «رموهم في فم البحر».

زورق الموت الذي قيل إنه ضمّ على متنه 60 راكباً وتم إنقاذ 47 منهم تَبَيَّنَ أنه كان يحمل عدداً أكبر قد يصل الى ثمانين وأكثر. وبحسب لوائح أسماء الناجين لا

يزال نحو 33 شخصاً في عداد المفقودين الذين باتوا ضحيةَ جريمةٍ مزدوجة، قهْر جعلهم يخاطرون “حتى الموت”، وغموض يلفّ مصيرهم وجَعَلَ حتى استعادة

جثامينهم حلماً لذويهم ولو من… قلْب الكابوس.

«هم ليسوا محاربين ولا يحملون سلاحاً هم فقط هاربين من هذا البلد». صرخةُ جَدّة احترق قلبها على ابنتها وحفيدتها اللتين ما زالتا مفقودتين في البحر: «أَمِّنوا

لنا عيشة هنية حتى نبقى هنا على أرضنا… الله ينتقم من كل من فعل بنا هكذا وجَرَّنا الى البحر…».

لم يَمُتْ هؤلاء الضحايا وهم يحاربون من أجل وطنهم أو يرفعون أسلحتهم في وجه الزعماء أو القوى الأمنية بل ماتوا وهم يحاربون اليأس والإحباط على اليابسة و

يصارعون الموج والأعماق في البحر.

صحيفة الراي