منوعات

‘وحيد والديه’ (18 سنة) رحل دفاعاً عن أصدقائه… والأسرة تكشف كيف علمت بالفاجعة !

لم يستطع كيندريك كاستيو الجلوس ساكناً، بعد أن أشهر أحد زملائه مسدساً في الفصل بإحدى المدارس الأميركية. وتقول أسرة كيندريك وأحد زُملائه في الفصل، لشبكة CNN الأميركية، إنَّه تُوفي إثر انقضاضه على مُطلق النار، وهو ما منح الطلبة الآخرين في مدرسة “ستيم” هايلاندز رانش وقتاً كافياً للاختباء.

إذ أوضح جون كاستيو، والد كيندريك: “أعلم أنَّ ما فعله أنقذ حياة الآخرين، وأشكر الله على ذلك. أُحبه، وهو بطل، وسيظل كذلك. كان يُحِبُّ الناس كثيراً”.

وكان الفتى (18 عاماً) يُشاهد فيلم “The Princess Bride”، في أثناء حصة الأدب البريطاني، حين سحب مطلق النار سلاحه وطلب من الجميع عدم الحركة. ثُم انقض كيندريك على مُطلِق النار، وساعده ثلاثة طلاب آخرين في تثبيت مطلق النار محاولين إخضاعه، في حين هرب بقية الطُلَّاب من الغرفة.

ويقول والده إنَّ كيندريك هو نجله الوحيد؛ لكنه اعتبر أصدقاءه أشقاء له، خاصةً أعضاء فريق الروبوتات في المدرسة. وقال إنَّهم كانوا يقيمون حفلات تبادل الهدايا في منزله، وإنَّهم اعتادوا تقاسم ألعابه منذ الصغر، وإنَّه كان يشتري تذكرة السينما لمن لا يمتلك ثمنها منهم.

وأوضح كاستيو: “كُن ناكراً لذاتك مثل نجلي، الذي لقي مصرعه بسبب ذلك. ولكنه أنقذ حياة الآخرين”.

قال بريندان بيالي، أحد الطُلَّاب الآخرين الذين انقضُّوا على مطلق النار، إنَّ كيندريك كان قريباً للغاية من مطلق النار، فتصرَّف دون تفكير.

وأضاف بيالي: “مات كاستيو ميتة الأبطال. لقد مات جندياً. أعلم أنَّه سيظل بجواري طوال حياتي”.

وتوجَّه بيالي إلى كيندريك، ليتفقدَّه ويحاول الحديث معه، إثر نجاح بيالي في إزالة المسدس من يدِ مطلق النار، لكن كيندريك توقَّف عن الحركة. وتذكَّر بيالي أنَّه ساعد أحد المعلمين الذي دخل الفصل وحاول تقديم المساعدة الطبية.

وقال والد بريندان، في أثناء حديثه إلى صحيفة New York Times، إنَّ بعض الطلبة الآخرين حاولوا إيقاف النزيف عن طريق الضغط على صدر كيندريك.

وأضاف الطالب: “رفضت أن أعيش دور الضحية، ورفض كيندريك أن يعيش دور الضحية، ورفض الطلّاب أن يعيشوا دور الضحية”.

ويرى الخبراء أنَّهم تصرَّفوا بالطريقة المُثلى. إذ تحوَّلت تعويذة النجاة، في أثناء إطلاق النار الحي، الآن إلى “اهرُب، اختبئ، قاتل”، ولم يَعُد الأمر يقتصر على الهرب أو الاختباء فقط.

حاول كاستيو وزوجته ماريا التواصل مع كيندريك عبر هاتفه الجوال، في أعقاب حادثة إطلاق النار. واعتقدوا أنَّ نجلهم ربما كان مصاباً أول الأمر، لكن قلقهم تزايد حين لم تصل لهم إجابة على الرسائل أو المكالمات.

وقال كاستيو: “شعرت بقليل من الذنب؛ لأنَّني اعتقدت أنَّني ارتكب خطأً بمحاولة الاتصال به. وربما أُعرِّض حياته للخطر بجعل الهاتف يرن. وتزايد قلقي، إلى جانب الحمل الجاثم على صدري”.

وبعدها بعث أحد أصدقاء كيندريك إلى كاستيو برسالة تقول إنَّ كيندريك انقض على مُطلِق النار. لكن كاستيو لم يُدرِك حقيقة شعوره في ذلك الوقت، إذ شاهد الطلبة الآخرين في أثناء مُغادرة حافلات المدرسة الصفراء ومقابلة ذويهم، وعقَّب على ذلك قائلاً: “لم نحظَ بذلك. لم أستطع تصديق أنَّ هذا هو ما حدث مع ابني”.

وتناهى إلى عِلم الزوجين أنَّ كندريك قُتل حين ذهبا إلى المستشفى بحثاً عنه، وأخبرهم المسؤولون بأن جسده ما يزال داخل الفصل. وتوجَّه الطلاب إلى الزوجين ليُعربا عن إعجابهم بنجلهما البطل، في أثناء انتظار الوالدين لرؤية كيندريك.

ورغم حُزن كاستيو وزوجته على نجلهما؛ يقول كاستيو إنهما يتمنيان الشفاء العاجل لزملاء كيندريك، حتى ينجحوا في الذهاب إلى الجامعة والزواج وبناء أُسر مُحاطة بالحب.