بيروت اليوم

واشنطن بوست | صواريخٌ هُرّبت الى لبنان

بعنوان “إدارة ترامب تريد إجبار إيران على أن تتغيّر، فهل تستطيع؟”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى التشديد في العقوبات الجديدة المفروضة على إيران، ريثما ترضخ طهران للرئيس الأميركي وتوافق على الدخول في اتفاق جديد، يلاقي طموحات ترامب.

وقالت الصحيفة: “منذ أن وقّعت إيران الإتفاق الآيل للحدّ من نشاطاتها النووية، فقد وسّعت نشاطاتها، حيثُ سلّمت الحوثيين في اليمن صواريخ، كما هرّبت أخرى الى لبنان وسوريا، حيث يمكن استخدامها ضد إسرائيل”.

وأضافت أنّ الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان يأمل بأن يقود ذلك الإتفاق الى عدول إيران عن بعض تصرفاتها غير السويّة، والآن يراهن ترامب على أن تضغط العقوبات الجديدة على إيران، ولكن على الرغم من إنسحابه من الصفقة النووية، إلا أنّ حظوظ حصول تغييرات في طهران لا تزال ضئيلة.

وتابعت الصحيفة أنّ الإجراءات الجديدة التي تستهدف النفط، إضافةً الى الشحن والمصارف يمكن أن تقلّص صادرات إيران من النفط إلى الثلث، بعدما بلغت في ذورتها 2.8 مليون برميل يوميًا، وذلك نقلاً عن محللين رأوا أنّ تلك الإجراءات العقابية ستؤثر بشكل كبير على ميزانية الحكومة وربما تدفع إيران للعودة إلى الركود، لكن من غير المرجح أن يكون الحظر فعالاً مثل ذلك الذي جلبها إلى طاولة المفاوضات النووية، لا سيما وأنّ الصين والهند وروسيا وتركيا من بين الدول التي ستواصل شراء النفط الإيراني.

توازيًا، فقد تجد إيران صعوبة في العثور على المليارات التي تنفقها على دعم المجموعات الشيعية في الشرق الأوسط. لكن من غير المرجح أن ينسحب الحرس الثوري من العراق أو سوريا. ومن الواضح أن كبار مسؤولي إدارة ترامب يأملون في أن يؤدي الضغط الاقتصادي المتجدد إلى تغيير النظام، إلا أنّ واشنطن تنتظر مثل هذه الثورة منذ عام 1979، ولكن من دون جدوى، وفقًا لـ”واشنطن بوست”.

واعتبرت الصحيفة أنّه يمكن لإيران أن تستأنف الهجمات على أهداف أميركية في العراق أو في سوريا، أو تتحدى الأسطول الأميركي في الخليج، ويمكن أن تتخذ خطوات للعودة الى تشغيل برنامجها النووي، وهو أمر من شأنه أن يترك لإدارة ترامب القليل من الخيارات لتحول دون القيام بعمل عسكري. وأشارت الصحيفة إلى أنّه إذا كانت هذه هي النتيجة، فإن قرار ترامب بالإنسحاب من الإتفاق النووي، سيكون له نتائج عكسية مذهلة، واعتبرت أنّه كان بإمكان ترامب أن يكثّف الضغط على طهران من دون أن يتحمل هذا الخطر.

وكشفت الصحيفة أنّ ترامب يريد أن يفاوض إيران على اتفاق جديد يشمل قضايا أكثر من الإتفاق النووي، إذ أنّ العقوبات ستستمرّ حتى ترضح إيران لاتفاق يناسب ترامب. وإذا كان ترامب جادًا، فسيترتّب عليه تغيير نهجه، لا سيّما وأنّ إيران سترفض التخلي أو التنازل عمّا حققته في العراق أو في أي مكان آخر بالشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنّ مفتاح أي صفقة كبرى هو إيجاد توازن سلمي لمصالح إيران مع مصالح السعودية.

اترك ردا