صحة وطب

هل تنجح ‘الصحّة’ في لجم الكوليرا كما فعلت مع كورونا؟

منذ انتشار وباء الكوليرا في بعض مخيمات النازحين السوريين في قرى عكار، ومن ثم تمدده وصولا الى بلدتي ببنين والمحمرة، ووزارة الصحة تسعى الى كبح هذا الوباء ومنع انتشاره الى كل القرى والمدن. وبدا ان الوباء يتوسع انتشارا، حيث سجلت اصابات جديدة في محلة القبة بطرابلس.

يوم امس، استلمت وزارة الصحة 13 الف و 440 جرعة من لقاح الكوليرا المقدمة من الجهات الدولية المانحة، بسعي ودعم من الحكومة الفرنسية لمواجهة هذا الوباء، الذي يواصل ارتفاع اعداد المصابين فيه يوميا، وسيتم تزويد اللبنانيين والسوريين الجرعات حسب ما اعلن وزير الصحة الدكتور فراس الابيض وفق الخطة الوطنية ، والافضلية للمناطق التي ينتشر فيه الوباء.

ويستمر هذا الوباء في الانتشار بشكل سريع في الاحياء السكنية المكتظة، خصوصا في الاحياء الفقيرة التي تعاني من اوضاع اقتصادية مزرية تمنع الاهالي من شراء مياه شفة صالحة للشرب، فيكون البديل المياه الراكدة منذ اشهر بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقلها الى المنازل عبر الصهاريج المكلفة ، واحيانا اخرى يتم نقلها بالعبوات وحملها على الاكتاف للتخفيف من ازمة انقطاع المياه في البيوت.

وتكشف اوساط صحية، ان اسباب انتشار الكوليرا يعود لاسباب عديدة، ابرزها نقل العدوى عبر النازحين السوريين الذين يتنقلون بين لبنان وسوريا بشكل مستمر، خصوصا وان وباء الكوليرا ينتشر في مناطق عديدة في قرى سوريا منذ بضعة اشهر، كما ينتقل عبر المياه الراكدة في البحيرات والمستنقعات التي يتم ري المزروعات منها، وتعتبر هذه المياه بيولوجيا ملوثة بسبب تكاثر الحشرات والبعوض عليها.

وكشفت هذه الاوساط ان سبب ارتفاع سعر المياه المعدنية، والذي بات يتجاوز سعر القنينة الواحدة العشرة آلاف ليرة، يعجز الكثير من المواطنين والسوريين عن شرائها، كذلك ادى غياب معالجة المياه الآسنة والصرف الصحي الى اختلاط هذه المياه مع الآبار الارتوازية في معظم القرى والبلدات الشمالية، الامر الذي سيكون له تداعيات خطيرة في حال لم يتجاوب المواطنون في تناول اللقاح.

واكدت مصادر طبية، ان اللقاح هو الجرعة الاولى يتم تناوله عبر الفم، وهي توفر حماية كاملة مدة ثلاثة اشهر، وفي حال لم يتم الحد من انتشار هذا الوباء، فان الجرعة الثانية سيتم تحديد تناولها في موعد لاحق، لكن ليس قبل مرور اربعة اشهر على تناول الجرعة الاولى.

واكدت المصادر الطبية ان لدى وزارة الصحة اولوية في اعطاء الجرعة الاولى للعاملين في القطاع الطبي والمحيطين بالمصابين.

المصدر : الديار