بيروت اليوم

هكذا فاجأ الرئيس بري الدكتور داوود بتوزيره|’ الو … محمد وينك ؟ … استقل اول طيارة وارجع الى بيروت ستكون وزيراً للثقافة بعد قليل’

حين توجّه دولة الرئيس نبيه بري، مساء الخميس، من عين التينة الى قصر بعبدا، بعد أن تلقّى اتصال دعوة للانضمام الى اجتماع رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف، كان يحمل في جيبه، كعادته عند تشكيل الحكومات،

ورقة كتب عليها بيده أسماء وزراء حركة “أمل”. لم يكن الرجل المعروف بإخراج الأرانب من القبّعات قد أطلع أحداً على الأسماء التي اختارها. وحده إسم علي حسن خليل كان شبه محسوم، ولو أنّ بري لم يعلن ذلك صراحةً يوماً.

سلّم الرئيس بري الأسماء وكان أوّل المغادرين. وعند وصوله الى عين التينة لم تكن قد أعلنت التشكيلة الحكوميّة من القصر الجمهوري، فطلب من أحد مساعديه الاتصال بمحمد داوود.

حين أصبح الأخير على الخط، وحُوِّل الاتصال الى الرئيس بري، بادره بالسؤال عن مكان وجوده، فأجابه “أنا في السعوديّة”.

ردّ الرئيس بري “استقلّ أوّل طائرة الى بيروت”. أجابه داوود “ماذا هناك دولة الرئيس؟”، فقال بري “لقد أخّرت الصورة التذكاريّة من أجلك، فَعُدْ بأسرع وقت”. زاد حينها استغراب داوود،

وسأل: “أيّ صورة تذكاريّة؟”، فأخبره بري أنّ اسمه سيكون في عداد التشكيلة الحكوميّة التي ستُعلَن بعد قليل، وسيتولّى وزارة الثقافة.

يحفظ الرئيس نبيه بري لداوود ودّاً مزدوجاً، فهو نجل الشهيد داوود داوود، رفيق درب بري و ابرز اصدقائه، الذي كان قائداً ميدانيّاً في عمليّات حركة “أمل” ضدّ العدو الإسرائيلي بعد اجتياح جيشه في العام ١٩٨٢،

حيث ارتفع شهيداً وهو رئيساً للهيئة التنفيذية ، وهو يملك صفات حفظها بري واحتفظ بها الى اليوم الذي يردّ فيه الجميل لبيتٍ ضحّى وقاوم ودفع أثماناً.