بيروت اليوم

من جوانب المأساة الانسانية في مستشفى الفنار | (أ.ص) نزيله منذ العام 1982 يرفض المغادرة …. ‘ انا هون عايش وحر رغم الوجع’ .. ثم يرحل باكياً

كتب الاستاذ قاسم محمد وهو عضو في بلدية دير الزهراني وناشط بيئي على صفحته على فايسبوك جانباً من مشاهداته للمأساة الانسانية التي كانت تجري في مستشفى الفنار في المصيلح، وقال:

يقول أ. ص. والدمعة في عينيه…
بعد الاجتياح الاسرائيلي في حزيران ١٩٨٢ تم نقلي الى مستشفى الفنار… ومنذ ذلك الوقت وانا هنا… هذا منزلي هنا… ما حدا بيسأل عني… عايش براسي …

كثير الكلام ويعشق سماع الاخبار السياسية … والراديو لا تفارقه الا قليلا.. يحب العلامة المرحوم السيد محمد حسين فضل الله وكان يتابع كل احاديثه قبل وفاته. وعلى مدى يومين يسألني ” ليش ال NBN والمنار تغيرو ما بقا عم فيي شاهدهم”.

في كل سنة قبل محرم بشهرين كان يعد العدة للذهاب الى النبطية نهار العاشر من محرم… كان يسمح له بذلك ويعود في اخر النهار…

قبل نقله اليوم تفقد كل زاوية في ساحة المستشفى.. تفقد المطبخ… قال ” بس اجت المساعدات بدهم يفللونا… هون انا حر… هون انا عايش بالرغم من كل المأساة والوجع” …

لا اريد ان اذهب الى اي مكان اخر …
دقت ساعة الرحيل… مسح دموعه… وكسر غصن صغير عن شجرة في باحة المستشفى واخذه معه وانطلقت الحافلة وبقي مشهد دموعه عالقا في مخيلتي حتى كتابة هذه الكلمات..