بيروت اليوم

ليلة البقاع السوداء | سليمان رحل بعد ابن خالته علي بشهور قصيرة ….. طرقات تغيب القمرين الصديقين

المصدر : ريم الامين – وسام نبهان

ليلة البارحة أفل القمر.. ثلةٌ من الشباب اختارتهم مشيئة السماء ليلاً وعبرت حدود الأرض بهم نحو البعيد. ولكن بين ثنايا هذه الأرواح، لمعت قصةٌ تحكي عن نفسها بنفسها..

رحل سليمان الرمح من بلدة الحدث – بعلبك، ولكن الفاجعة لا تكمن هنا فقط.. فأبن خالته علي قد عجل الرحيل قبله بالطريقة ذاتها.. ولأن لوعة الفراق لا تُحتمل، كان الموعد تحديداً مساء الأمس لتلتقي روحهيما بالطريقة عينها.

ليلة البارحة، نادى علياً حبيبه وصديقه سليمان، طلب منه التعجيل بالقدوم… فالأرض لم تستوعب نقاء وجمال وطهر قلبيهما فاستعانت بالسماء كي تخدمها..

البارحة، شكت زوايا المنزل من الفقد، وبكت أعين الغريب قبل القريب على من ودع الحياة قبل أن يلقاها..

لم نعد نستوعب كثرة الموت، كيف تغيب الأصوات وتتحول إلى صدى في الليالي يذيب القلوب..
كانا هنا يوماً ورحلا، بسيطةٌ هي الكلمة، لا تأخذ أكثر من ثوانٍ لنطقها ولكن كم من السنين سيحتاج الجرح ليلتئم؟!

صدى ضحكاتهما، صورهما المبتسمة.. من سيمحوها من ذاكرة الأحباء والاقارب..

من سيُقنع الأصدقاء بأن السهرات ستكون خالية منهما، ومن سيُقنع الأقارب بأن الرحيل بات واقعاً وبأن ظلام الليل حل كالصاعقة ولا مهرب منه..

من سيُقنع الحنين بأن لا يكبر، والشوق بأن لا يزيد..

كم من وساداتٍ ستمتلأ بالدموع بعد اليوم، لن يسمعها سوى من في السماء، من يراقب المشهد من الأعلى..

البارحة، تعانق الأخوان بعيداً، وكانت الروح بانتظار الروح.. على أبواب السماء كان عليٌ، وكأني به يقول لسليمان: أخي لما أطلت المجيء؟ لقد نثرت رذاذ الحنين كل يومٍ حولك، ومسحت على رأسك كل ليلٍ بعد نومك، وهمست في أذنك باستمرار.. فأهلاً وسهلاً بك في قلبي من جديد!

اترك ردا