المشاجرات اليومية بين أطفالك أمر قد اعتدت عليه عزيزتي الأم، فهم سيجدون دائمًا ما يتشاجرون بسببه وفي أي سنّ كانوا. وطبعًا أوقات التوتر هذه ليست مستحبة إطلاقًا ويتعامل معها الأهل بطرق مختلفة فمنهم من يعامل أطفالهم بلا مبالاة ومنهم من يلجأ الى معاقبتهم لكن مع تركهم من دون توجيه وآخرون يتعاملون مع سلوكيات الأطفال هذه بحكمة وصبر ووعي مستخدمين الحوار البنّاء معهم.
لكن وبصرف النظر عن أي نوع من الأمهات أنت، سنخبرك اليوم ان عدم التدخل في لـ الحد من الشجار وإنهائه هو الأسلوب الأمثل للتعاطي في هذه الظروف وينطوي على فوائد عدة لا بدّ أن تطلعي عليها.
صحيح أن خلافات الأطفال ومشاجراتهم تخلق جوًا من التوتر في المنزل وقد يؤدي التمادي بها الى إلحاق الأذى بهم لكن ما قد لا تعلمينه عن هذه المواقف أنها وعلى الرغم من مظهرها السلبي تخلق جوًا من الألفة وتعمل على توطيد العلاقة بين أطفالك. والعلاقة الوطيدة بينهم ليست الا مزيجًا من الصراخ والشجار والتصالح والحب واللعب مع بعضعم من جديد.
من هنا، عليك كأم أن تمنحي فرصة لأطفالك للشجار ولو قليلًا وطبعًا اذا لم يُستخدم العنف خلال هذا الخلاف فهذه الأوقات تجعل طفلك يكتسب مهارات إجتماعية كالتفاوض وحل المشكلات فضلًا عن إدراك حقوقهم وجعلهم يشعرون مع الآخرين كذلك. وأخيرًا، تجدر الإشارة في هذا السياق الى أنّ قمع طفلك من تفريغ ما في داخله يجعله يقوم بصب كل الطاقة السلبية في أمور أخرى.
