بيروت اليوم

لا أمل في ولادة الحكومة قريباً.. وعون غير متأثر بالتأخير الحاصل!

المصدر : طارق ترشيشي – الجمهورية

كتب طارق ترشيشي في صحيفة “الجمهورية”: “ليس مأمولاً أن تولد الحكومة في وقت قريب، فالمواقف الداخلية على حالها، وكذلك الإقليمية والدولية، مع العلم أنّ القاصي والداني بات يعرف أنّ الرهان على حصول هذا التطور أو المعطى الاقليمي أو ذاك، لن يبدّل في أمر الاستحقاق الحكومي اللبناني شيئاً، وكذلك لن يؤدي إلى تأليف حكومة مختلّة التوازن لمصلحة فريق سياسي ضد آخر.

الرئيس العماد ميشال عون، وخلافاً لاعتقاد البعض، ليس خائفاً من أن يؤدي استمرار التأخير في تأليف الحكومة الى إحباط عهده، أو تعريضه لانتكاسة كبيرة تُبقيه ضعيفاً حتى انتهاء الولاية الرئاسية. والعارفون بالرجل يؤكدون أنه غير متأثِّر سلباً بالتأخير الحاصل، وأنه مستعد للتعايش معه طويلاً بلا أي حرج، بالغاً ما بالغ معارضوه في رهاناتهم على إضعاف عهده أو في محاولاتهم للنيل منه.

واقتراح عون تأليف حكومة أكثرية هو اقتراحٌ جدي، على حد ما يقول عارفوه، ويؤكدون أنه مستعد للسير فيه الى النهاية، ولكن دونه عقبات كثيرة، حيث أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري لا يحبذه، وهو المتمسِّك بتأليف “حكومة وحدة وطنية” لأسباب وموجبات بعضها داخلي والبعض الآخر خارجي. كذلك، لا يحبذه حزب “القوات اللبنانية” ولا رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، علماً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعارض قبل كلّ هؤلاء حكومة الأكثرية، حتى لا يصبح التمثيل هنا أو هناك حِكراً على فريق بعينه، الأمر الذي يخالف “اتفاق الطائف” الذي أقام سلطة الشراكة الوطنية عبر تأليف حكومات وفاق ووحدة وطنية.

وفي آخر لقاء بينهما، فاتحَ عون الحريري جدياً في أمر تأليف حكومة أكثرية وليشترك فيها من يشترك وليعارضها من يعارض، ولكن الحريري لم يؤيّد هذا الطرح، إذ عندما سأله عن تمثيل “القوات”، ردّ عليه: ولماذا انت متمسِّك بهذا المقدار بتمثيل “القوات”، فلا مشكلة في عدم مشاركتها في الحكومة إذا ارادت هي استبعاد نفسها؟. وردّ الحريري قائلاً: “وماذا عن جنبلاط ايضاً؟”. فأجاب عون: “وهو الآخر إذا كان لا يريد المشاركة وبقي متمسكاً بشروطه، لا مشكلة فليبقَ خارج الحكومة”.

اترك ردا