بيروت اليوم

لانا وريماس وندى…صغيرات استبدلن الألف بالقاف وحولن الألم إلى قلم! لا ترموا ابر الإنسولين…مبادرة “السُّكرات” الثلاث وصل صداها من الأردن إلى لبنان

داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ

“لحظة! لا ترموا إبر/ أقلام الإنسولين المستعملة، فهذه “الخردة” قد تسعف غيركم! سنحول كل إبرة إلى قلم لنساعد مرضى السكري”…مفاد منشور تناقله نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان. وتبين أن الفكرة مصدرها الأردن، والمنشور يعود للأخوات الأردنيات لانا وندى وريماس مصباح من عمّان.
هنّ مصابات بداء السكري، وتبلغ أعمارهن 12 و10 و8 سنوات. ولكن بمساعدة أمهن نفّذن مبادرة إنسانية ثمينة.

بشغف كبير تروي الأم السيدة رشا قضماني من الأردن لبنت جبيل.أورغ قصة معاناة صغيراتها، وهي أمٌّ لخمس فتيات، ثلاثة منهن يعانين مع داء السكري، لكنها لم تبصر غير الجزء الممتلئ من الكأس. لا تتذمر، بل تقول “السّكري دخّل على حياتنا مفاهيم حلوة”! وتسرد قصة المبادرة بالقول أن طفلة، مريضة سكري، صديقة لصغيراتها دخلت في غيبوبة مدة ثلاثة أيام بسبب عدم توفر المستلزمات والأدوية التي عليها أخذها دورياً. الأمر الذي أثّر في بناتها وجعلهن يطرحن تساؤلات عن كيفية إنقاذ الطفلة.

وتتابع الأم، أن ابنتها الكبيرة لانا، تحب “الإختراعات” والفنون اليدوية، وتهوى تحويل العلب والأشياء التي عادةً ما ترمى إلى مقتنيات وأشغال جميلة ذات منفعة. وقد استفزتها منذ فترة قلم/ إبرة الإنسولين التي يستهلكونها بكثرة كمرضى سكري، إذ أرادت التخلص منها بابتكار ما…فعملت بمعاونة الأم على تحويل الإبر المستهلكة إلى قلم حبر.
وبعد حادثة الطفلة والغيبوبة، اتفقوا على بيع الأقلام بسعر رمزي، ليشتروا “شرائح فحص السكري” ويقدموها للصديقة ولمن يحتاج من الأطفال. لقيت المبادرة استحسان المحيط، وأسموها “من ألم إلى قلم” مروجين لذلك عبر الفيسبوك، وأرفقوا كل قلم ببطاقة توعوية حول داء السكري. وشجعهن أيضاً معلمين ومعلمات في المدرسة، حيث أثنى أستاذ مدرس (ابراهيم الشافعي) على المبادرة ونشرها بدوره عبر الفيسبوك. “ومن شخص لشخص، وصلت الطلبات إلى 1500 قلم! الأمر الذي فاق التصورات” تقول الأم.

إضافة إلى الدعم المادي لأطفال السكري، حققت الصغيرات الثلاث منفعة للبيئة عبر إعادة تدويرالابر. وتتابع الأم أن هدفها أيضاً أن يكون العلاج والأدوية اللازمة متوفرة للجميع في كل مكان، لأن الطبابة حق. وتؤكد أنها ماضية مع صغيراتها في نشر التوعية حول داء السكري، لأن نشر الوعي يؤمن بيئة مناسبة لصغيراتها ولكل مصاب بالداء، وتضيف “أي إهمال في المتابعة الصحية، له نتيجة كارثية على مرضى السكري”.
بفخر تستطرد الأم في الحديث عن صغيراتها “القويات”، فهنّ كما أرادت، مصدر إلهام لغيرهم. وتؤكد أنهن أكثر من متقبلات للسكري، بل يتفاخرن به! وبلمسة حبر “سحرية” حولت لانا وأخواتها “خردة” إلى قلم ينبّه المجتمع إلى ما يحتاجه الأطفال الذين يعانون من السكري.

اترك ردا