بيروت اليوم

كورونا مستمر لبنانياً.. إلى ما بعد ذوبان الثلج

موسم التزلج على الثلج الذي ينفرد به لبنان بين الدول العربية، كونه يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شارف نهايته.

موسم امتد أكثر من شهرين، وشهد إقبالا متفاوتا بسبب أحوال الطقس، ذلك ان التزلج يشترط عدم سقوط المطر، ووجود شمس ساطعة فوق المنحدرات، تجعل من الثلج صالحا أمام الهواة والمحترفين، في لعبتي التزلج والسنوبورد، فضلا عن المشي على الثلج بالـ «راكيت».

مراكز عدة تنتشر على القمم اللبنانية محصورة بين الشمال (الأرز) والمتن (الزعرور). وتفتح هذه المنحدرات وتستمر بسحب ارتفاعها، فيكتب الصمود مثلا لمنحدرات جبران خليل جبران في الأرز والمزار في فاريا كفردبيان (كسروان)، وبعدها اللقلوق (جبيل) وفقرا (كسروان) ثم الزعرور في المتن وهي التلة الأقل ارتفاعا بين بقية مراكز التزلج.

في المتن أيضا مركز تزلج قديم توقف منذ أعوام وهو خاص بقناة باكيش التي تقع في بلدة بسكنتا مسقط رأس الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة، وكان مملوكا من قبل مستثمر كويتي.

الثلج المعروف في لبنان بـ «الذهب الأبيض»، اذ يدر أموالا على القطاع السياحي، ويجذب روادا أجانب الى جانب اللبنانيين، فضلا عن سياح عرب يقصدون الثلج للاستمتاع أكثر منه اللعب، كونـه غـيـر مـتوافر في بلدانهم.

الثلج لم يسلم من تداعيات ڤيروس كورونا، اذ شهدت الأيام الأخيرة تراجعا لافتا في عدد الرواد، بعد تحقيق تلفزيوني في بداية الأسبوع الماضي، أظهر إقبالا للتلامذة على مراكز التزلج، بتشجيع وتنظيم من عدد من إدارات المدارس، ما أثار حفيظة الرأي العام لعدم أخذ الناس والأهالي تحديدا خطر كورونا على محمل الجد.

في الزعرور، خلت المدارج من الرواد واقتصرت على قلة استمتعت باللعب دون عناء الانتظار في الصفوف التي كانت تشهد ازدحاما على المصاعد الكهربائية التي تحمل المتزلجين الى قمم المنحدرات.

أضيف كورونا الى الأكلاف الغالية بممارسة هذه الرياضة، لكنه كان أشد فتكا حتى من الأزمة الاقتصادية والضائقة المالية النقدية التي يمر بها لبنان.

إلا ان كورونا جاء في نهاية الموسم بالنسبة الى الزعرور وفقرا واللقلوق، في حين ان محطتي فاريا والأرز تستمران في استقبال الرواد حتى نهاية مارس الجاري.

بين دعوات والوقاية التي تعني حجرا طوعيا للبنانيين، وحب الناس للخروج والإفادة من أنشطة موسمية، يعيش اللبنانيون صراعا سببه كورونا، وهو مرشح للاستمرار فترة أطول، الى ما بعد ذوبان الثلج الموسمي.

المصدر : الأنباء