بيروت اليوم

قطع طرقات واستخدام قوّة | لبنان على موعد مع ‘غضب الأهالي’

في مسرحية “شي فاشل” الكوميدية لزياد الرحباني التي عرضت في العام 1983، مشهد شهير تحت مسمى “غضب الأهالي”، حيث يغضب أهالي الضيعة بسبب سرقة جرّتهم.

غداً، يبدو محيط قصر الأونيسكو على موعد مع جولة جديدة من “غضب الأهالي” بنسخة تراجيدية في العام 2021. لن نكون أمام “شي فاشل” بل أمام “شي محزن” فعلاً. فليست الجرة ما سرق هذه المرة، بل أحلام ومستقبل وابناء واشقاء وازواج وزوجات… وعائلات لم يعد ما بعد انفجار الرابع من آب كما قبله بالنسبة اليها، اذ لم يعد بامكانها أن تحضن غالٍ أغمض عينيه للمرة الأخيرة بفعل انفجار مدمّر.

سيغضب الأهالي غداً بالتزامن مع الجلسة التشريعية. سيسعون الى قطع الطرقات المؤدية الى موقع انعقاد البرلمان. سيستخدمون قوة الحق ومعرفة الحقيقة في تحركاتهم، ولن يتوانوا عن استخدام مختلف الاشكال المتاحة، لمنع تمييع قضيتهم.

فالأهالي يخشون من سحب الملف القضائي من يد المحقق العدلي طارق البيطار. يتخّوفون من خزعبلات السياسة وتذاكي السياسيين. يسمعون اقوال بعضهم، ولا يثقون بأفعالهم. يعوّلون على صدق الآخرين في احترام المسار القضائي واسقاط الحصانات من دون لفٍّ ولا دوران. فانفجار العاصمة أسقط كلّ حصانة… واذا كان المتهم بريئاً الى أن تثبت ادانته، فبالنسبة الى الأهالي كلّ مهمل أو مقصر أو معرقل لرفع الحصانة، مدان… الى أن تثبت براءته.

لبنان على موعد مع “غضب الأهالي”… على أمل ألا يكون مع “شي فاشل” من بعض متذاكي المجلس النيابي.

المصدر : كبريال مراد – MTV