بيروت اليوم

قضية قمر غالي الى الواجهة مجدداً | المتسبيون بالحادث ‘يرقصان فرحاً’ والام تطالب بالعدالة

عبير محفوظ | يا صور

في حالك أيامها، لمعت طفلة في حياة أمها “غادة”…. كلما تلبدت سماؤها بالهموم ومتاعب الدهر، تراءت لها ملاكاً من نور ينثر ببسمته السحرية رذاذاً من أمل ويداوي جراحاً ما خالت يوماً أنها ستكون أعمقها…. خطفتها من دنيا الآهات وحملتها بعيداً عن براثن الظلم والقسوة… زرعتها شعاعاً من فردوس الرحمة في أعماق قلبها وحدها ونذرت لها عمراً… سقتها عطفاً وحناناً، رقة ودلالاً حتى شبّت فباتت لها صديقة بعد طول وحشتها…. رفيقة درب تتباهى بها وبرفعتها وبعظيم تفوقها…. كانت لها كما أسمتها “قمر غالي”…. ولكن ساعات خلاف تافهة قتلتها… سرعة وتهور نسفا كل حواجز الأمان حتى فارقت “قمر” الحياة في حادث سير مروع بين أحضان صديقها وصديقتها ولكن…. أيام قليلة مرت لتثبت الحياة أن ما من حزن يدوم على فراق الا ذاك الذي استُوحش به قلب الأم وكل قلب صادق ذو ضمير حي واع لا يتراقص على الآلام….. فالقدر الذي رأى في “قمر” روعة أرقى من أن تسكن الدنيا، اجتباها لتقر عينها في الفردوس وتطلع من عليائها على من افتدتهم بوقتها وطيبتها لتوئد خلافهما، فلم يحملوا لها أكثر من بضعة أيام من ذكرى ثم ألهبوا قلب أمها حسرة وأسى من جديد…..

هلّ تشرين الأول بكارثة فجعت الجنوب وكل لبنان بوفاة الشابة المتألقة المتفوقة قمر غالي، ابنة الـ18 ربيعاً، في حادث سير مروع اثناء عودتها ليلاً من جامعتها الى منزلها…. وفي التفاصيل التي روتها الأم “غادة” لموقع يا صور، “أرادت “قمر” حل خلاف “عنيف” شب بين صديقها وصديقتها المتحابين…. رفضت صديقتها ان تجلس الى جوار “حبيبها” السائق، فتطوعت “قمر”، بطيبتها، للجلوس بجانبه على “مقعد الموت” علها تطيب الاجواء بينهما…. أثناء عودتهما، استعرت نيران الخلاف، وفقد السائق سيطرته على “أعصابه” ربما، فتعالت سرعته على طرقات بللها المطر….. تخطت المعقول، حتى فقد السيطرة على سيارته، وارتطم بقوة مرعبة بعائق على الطريق… وشاء القدر أن يكون الارتطام من جهة “قمر”، التي أسلمت الروح سريعاً بعد اصابتها…. ”

صغُر الصبر أمام عظيم الفاجعة… لتكمل الأم “غادة”، نذرت حياتي من أجلها، أرسلتها من بلدة روم الجنوبية الى العاصمة بيروت لتتابع دراستها في أرقى جامعات العاصمة لتحقق المتفوقة طموحها العلمي، لا لتموت في حادث متهور” …

“قمر” التي امتطت صهوة الجياد ببراعة، وتحدت أمواج البحر برشاقتها وخفتها فتزلجت على سطحه وغاصت في اعماقه ما كانت تتصور يوماً أنها سترفع على الأكتاف شهيدة التهور…. ما أرادت أمها يوماً أن ترى جسدها الفتي ووجهها الجميل يغوص في تراب اللحد…. ولكن…. حاولت جاهدة أن تتماسك من أجل روح ابنتها، التي ما شعرت لبرهة أنها فارقتها ….

ثم تكمل الأم، بغصة من حزن وأسى، “أن أرى أن صديقها الذي خرج بعد حوالي الشهر من سجن مؤقت بعد الحادث كان شيئاً قاهراً، وأن أراه يتراقص بين أحضان حبيبته ويضمها الى صدره بعطف وحنان وينشر كل هذا على مواقع التواصل الاجتماعي بينما أعيش أنا لوعة الفراق وتحترق أحضاني شوقاً لفلذة كبدي التي انتُزعت مني باكراً….فكيف سيكون يسيراً؟ تلك النيران التي أتت على كل ما في روحي وروح كل من أحب”قمر” بصدق واخلاص، كيف ستخبو؟ كيف سيذوب قارس جليد كوّنه حادث، وان كان قضاء وقدراً، فإن ما ألحق به كان أفظع منه وأصدح جللاً؟”

رحم الله الشابة “قمر” وأبدلها حياة خيراً من دنياها…. ألهم أمها وكل محبيها عظيم صبر وسلوان…. وأنعم علينا بنعمة الاخلاص والوفاء في علاقات نبنيها مع من نحب ونأمل أن نحصد معهم ما زرعنا من حب وتفان وتضحية بعزيز قد تصل حد الحياة….!!

اليكم الفيديو : صديقا قمر يرقصان فرحا بعد خروج الشاب السائق من السجن

اترك ردا