بيروت اليوم

في ظل البطالة .. ارقام صادمة عن نسبة العمالة الاجنبية في الضاحية … اللبنانيون نواطير وعمال نظافة

خاص موقع ضاحية – محمد كسرواني

ينتشر في الآونة الاخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً الواتساب، اعلانات للبنانيين يبحثون عن وظائف، في مجلات ما كان العامل اللبناني يشغلها عادةً. فمن قاعدة “البريستيج” والعرف الاجتماعي السائد، نادراً ما كنت تلحظ لبنانياً يعمل كناطور ليليّ في مبنى او كعامل تنظيفات في مطعم او استراحة.

بصراحة لطالما شغل تلك الأعمال طيلة الفترة الماضية عمالٌ من جنسيات عربية مختلفة كمصر والسودان وسوريا، واجنبية كسيريلانكا وبنغلادش وغيرها، إلا ان تبدلاً جديداً يطرأ هذه الايام على طواقم العمل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

بحسب احصاء قام به موقع “ضاحية” تبيّن ان عدد العمال الاجانب (في مختلف انواع المنشآت) بلغ في العام 2018 60% مقابل 40% فقط من العمال اللبنانيين. اما في العام 2019 فتراجع معدل الاجانب الى 53% يقابله ارتفاع اعداد اللبنانيين الى 47%.

نسبة الـ 7% فرق خلال فترة عام تعزى الى سببين رئيسيين، وإن كان لعودة النازحين السوريين تأثير بسيط. الاول سوء الوضع الاقتصادي عند مختلف شرائح المجتمع وعدم قدرة العامل اللبناني على تلبية حاجاته من راتب وظيفة واحدة. اما السبب الثاني فيعود الى تفشي حالة البطالة ما دفع باللبنانيين قبول ايّ نوع من الاعمال حتى برواتب زهيدة.

ويكشف الاحصاء أن عنصر النساء شكلّ جزءاً كبيراً من العمال اللبنانيين. اذ يعملنّ بشكل رئيسي كسند ماديّ لأزواجهن وهرباً من البطالة. فيما يتولى الذكور (شباب ورجال) الاعمال الليلية والشاقة (حمل اوزان – حراسة – قيادة آليات ضخمة) كعمل اساسيّ او جانبيّ لرفع المدخول الشهري.

ومن الاعمال التي زادت نسبة اللبنانيين فيها خدمة التنظيفات في المطاعم والاستراحات، تأمين مواقف للسيارات، تعبئة الرفوف في الاستهلاكيات والافران ومحلات الحلويات، تعبئة الخضار والفواكه. يضاف الى تلك الوضائف العمل كنواطير دائم او ليليّ في الابنية السكنية ولمّ الاشتراكات الشهرية (ستالايت – انترنت – مولد كهربائي).

تقول مجموعة من السيادات اللبنانيات العاملات في أحد افران الضاحية الجنوبية انهن بدأن بالعمل في تعبئة الخبز والكعك بعد سوء تردي الاوضاع المادية فهن يشكلن رديفاً لا بدّ منه. وتضيف احداهن في حديثها لموقع “ضاحية”: “انا اول وحدة هون، لما جيت كانو كلن من جنسيات ثانية، اليوم صرنا كلنا لبنانيات”.

وفي أحد السوبرماركت المعروفة، يؤكد مدير اداري واقع تبدلّ جنسيات الموظفين. ويشير في حديثه لموقع “ضاحية”: “صرنا مبدلين كتير موظفين، عم نجيب اللبناني بنفس الراتب يلي كنا نعطي للأجنبي، الناس بلا شغل واللبنانيين اولى من غيرن”.

في السياق نفسه، تظهر نتائج الاحصاء الذي اعده موقع “ضاحية” أن عدداً كبيراً من اصحاب المصالح والمحال التجارية استبدلوا عمالهم الاجانب باولادهم وأقاربهم، كدعم ماليّ للموظفين اللبنانيين، وتخفيفاً من نفقات الاقامة والتأمين الصحي للعامل الاجنبي.

لعل مفهوم “بريستيج اللبناني الخواجة” الذي يحجبه عن كثير من الاعمال، يأخذ منحاً سريعاً في التغيّر والتبدل. وإذا استمر الوضع الاقتصادي من سيئ الى اسوأ يُتوقع لاحصاءات العام 2020 ان تظهر نتائج صادمة، عدا عن قبول اللبناني بأعمال طالما “استعيّب” القيام بها!