بيروت اليوم

في صور | أحمد (45 سنة) قضى شهيداً للقمة العيش في حادث مروع يتّم طفليه علي الرضا وحسن (7 و4 سنوات)

“اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً”….هو حديث لأمير الكلام وسيده الإمام علي (ع) لعل الشهيد اتخذه نهجاً لحياته، فكثر محبوه الذين اصاب الحزن قلوبهم الحزن صاعقاً بخبر رحيله المبكر….

فـ “علي الرضا” ( 7سنوات) وشقيقه “حسن” (3 سنوات) كانا بانتظار عودة أبيهما من عمله، يحمل لهما قوتاً يفترش به مائدتهم في منزل أغدق عليه عطفاً وحنواً….

تأخر “أحمد” عن موعده، فملائكة السماء نادته لتستقبله بثياب العمل والكفاح، وارتقى شهيداً للقمة العيش يلبي النداء…..

مساء أمس، أنهى الشاب أحمد زيدان (45 سنة) عمله، تسوق حاجيات منزله وأحضر لطفليه الفاكهة التي يحبان…. استقل دراجته النارية واتخذ مزله وجهة، ليصارعه الموت على طريق حناويه ويتجلى له سيارة وقع تصادم مروع بينهما…

أصيب “أحمد” اصابات بليغة، نقل على اثرها الى مستشفى اللبناني الايطالي حيث فشلت جميع محاولات الاطباء الحثيثة لانعاشه… فأسلم الروح لبارئها وغادر دنيا لطالما ترفع عن مطامعها….

فجميع من أعرف “أحمد” يحدث عن دماثة أخلاقه وطيبته وحبه للناس…. شخص اجتماعي بامتياز، مقدام مكافح عصامي ما رضي إلا ان يكلل التعب مسيرته ويبني الاصرار مداميك منزله الذي اختار له “أم علي” شريكة لعمر ما أدركا أنه لن يطول…

فعمل في مجال تركيب وصيانة الأدوات الصحية، كما عمل موظف أمن في مركز القرض الحسن في صور ليؤمن لعائلته حياة كريمة….

دقائق ويحتضن ثرى مدينة صور جثمان شهيد لقمة العيش أحمد زيدان… سيشيعه الأهل والاصدقاء ويزفونه شهيداً على مذبح وطن يخسر خيرة شبابه على طرقاته التي لا يحكمها قانون صارم على أمل القيامة…..

فتحية لروحه العابقة بشرف الكفاح والجهاد…. تحية لدمائه الزكية التي أريقت لتطهر ضمائر مسؤولين ما شعروا يوماً بمسؤولية…. وداعا أبا علي….

المصدر: عبير محفوظ-عبدالله عبد الرازق _ يا صور