بيروت اليوم

في أقل من أسبوع | 5 شهداء من الجنوب والبقاع في الغربة… والقيمون على شؤون الدولة مشغولون بزينة بيروت المليونية ونجمتها السداسية و كارلوس غصن والحصص الوزارية!!!

المصدر : عبير محفوظ

قبل أيام قليلة، عثر على المذيع البريطاني الشهير غافين فورد قتيلاً في منزله في برمانا… فقامت الدنيا ولم تقعد، وتحركت كل القنوات الدبلوماسية للكشف عن المجرمين القتلى، وتابعت الدولة اللبنانية على أعلى مستوياتها، ملف التحقيقات وما تسرب الى الاعلام واستُقبلت عائلته في مكاتب مراكز القرار الأمني لمواساتهم واطلاعهم على التحقيقات….كما انشغلت وزارة الخارجية والمغتربين بمتابعة أدق تفاصيل قضية رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن حد تحديد الوزن الذي خسره في المعتقل…. وفي الأسبوع عينه، استشهد 5 من خيرة الشباب في لبنان في سبيل لقمة عيشهم، ولكن صدى الآهات وآلام الفرقة المفجعة ضاقت بصدور أهلهم ومحبيهم ولكن: هل وصلت الى أروقة الدبلوماسيين عينهم المسؤولين عن متابعة ملفات رعايا الدولة اللبنانية في لبنان والخارج؟ أم انهم انشغلوا عن مصائب قومهم بـ “دَسِم الملفات”؟

يوم الجمعة الماضي، قُتل الشابان فارس الحاراتي ونعمان الترك من بلدتي قب الياس ومجدل عنجر البقاعيتين في البرازيل، كما قتل الشاب راجح عيدي ووالده السيد توفيق (من مدينة صيدا) في جنوب أفريقيا…. ومساء الثلاثاء، التحق بهم الشاب محمد خشن (من بلدة السماعية الجنوبية) في أنغولا…. فحل كانون الأول سوداوياً….شهر الأعياد الذي يتأمل منه اللبنانيون خيراً يغسل عن قلبهم صدء معاناة أيام طويلة من سنة ما حملت اليهم خيراً…

ولعل ما كان أصعب من صدمة الفاجعة هو اللامبالاة التي قوبلت بها هذه الجرائم… فلم نسمع، أقله حتى كتابة هذه السطور، عن زلزال من الاجراءات ضرب الاروقة الدبلوماسية… ففي أنغولا مثلا، على رغم تواجد مئات حتى لا نقول الآلاف من اللبنانيين، لا سفارة لمتابعة شؤون الرعية…. ولكن يبدو أن الاولويات في الدولة التي احتفلت مؤخراً باليوبيل الماسي عن 75 سنة استقلال هي عكس الدول الأخرى…

5 شباب حرمت منهم عائلاتهم التي يعيلون لم يحركوا قيد أنملة في ضمائر مسؤولينا… ولم تبعدهم عن القضايا المصيرية: زينة بيروت التي كلفت مليون دولار وكلفتنا “طوشة راس” تكللت بالنجمة السداسية وقامت قيامة “السوشيال ميديا”: هل تستحق الزينة هذه الكلفة؟ ماذا عن دور الرعاة الآخرين الى جانب البلدية؟ لماذا اختاروا النجمة السداسية المعروفة بنجمة “داوود”؟ هل كانت عن قصد أم غير قصد؟ واستمر “الصراع” المعهود بين الأمناء على مصير الأمة: وزير لي ووزير لك، حقيبة لي وحقيبة لك…. وشنت الحملات الاعلانية والدعائية و”تبرعت” الشاشات والاذاعات اللبنانية بأثيرها دفاعاً عن هذا المُطالِب أو هجوماً على “صديقه اللدود”…. وكأن شيئاً لم يكن…. وكأن الدماء التي سقطت لا تمت للوطنية بصلة، على أهمية التدقيق والمحاسبة في ميزانية البلديات ومتابعة رفض التطبيع بكل أشكاله وأهمية الاسراع في تشكيل حكومة استغرقت شهوراً طويلة من التحديات و”تكسير الروس”، كما واجب الدولة في متابعة شؤون أبنائها جميعاً…

منذ الصغر، ننشد في صفوف مدراسنا الرسمية التي تتهاوى حجارة أسقفها على رؤوسنا “كلنا للوطن”… ويبدو للأسف أنها اذعان منا أن بعضنا سيقتل في صمت ليحيا هذا الوطن وليتقاسم القيمون عليه “خبز” اجسادنا، بينما “تُقرع” الطبول وتدق الأجراس من أجل آخرين….فهل يملأ خبز أجسادنا بطوناً ما ملأتها مليارات الدين العام ولا المشاعات التي ضُمت بـ “قدرة عزيز جبار” إلى “سنداتهم الخضراء” حتى ما عاد في لبنان الأخضر من بقعة خضراء؟؟!!

اترك ردا