بيروت اليوم

فقيد الشباب والاغتراب | عبدالله (39 سنة) عاد ليهاجر بعدما ارهقته الاوضاع الخانقة في لبنان…. ليرحل في حادث سير مروع بعد ايام قليلة على وصوله الى ايطاليا

لوطننا سحر خاص يجعلنا نموت في حبه ونموت من أجله… نموت بين ربوعه ونموت بعيداً عنه… وكأن قدر اللبناني ان يدفع حياته ثمناً لمآسي وطن ما زاحت عنه غيمات الازمات يوماً…

.وكأن قدر أهالي المغتربين أن يلوحوا لهم مودعين بيد عند بوابات العبور في المطار، وأن يرفعوا اليد الأخرى بدعاء خالص للسماء أن لا يصيبهم ضيم….

استفاقت بلدة الصرفند الجنوبية اليوم على فاجعة رحيل فقيد الشباب الغالي المرحوم عبدالله حسين خليفة (39 سنة) في حادث سير مروع تعرض له عصر امس في ايطاليا.

وفي التفاصيل، فان الشاب المحبوب بين عائلته وجيرانه كان قد سافر قبل الى ايطاليا، حيث عمل لفترة طويلة ونال جنسيتها، كما بنى لنفسه منزلاً ليتخذه ملاذاً من ويلات الغربة. الا ان الحنين الى الوطن والأهل كان أقوى….

فوضب “عبدالله” امتعته وعاد قبل حوالي السنتين الى الصرفند، ليؤسس مشروعه ويفتتح مطاعم بيتزا ايطالية.
ولكن الوطن لم يبادل “عبدالله” الشوق عينه…

باعدت بينهما الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يرزح اللبنانيون تحت وطأتها منذ فترة طويلة، فقرر الرحيل….

قبل 4 اشهر ونيف، ودع “عبدالله” عائلته مجدداً وسافر الى ايطاليا، حيث تابع عمله في مجال تجارة السيارات بين ايطاليا ودول الجوار الاوروبي.

الا أنه لم يدر ان شغفه بالسيارات والدراجات النارية سيقتله يوماً…. فقرابة الساعة الخامسة من عصر امس،

وقع حادث تصادم مروع بين دراجته النارية وسيارة رباعية الدفع (يقودها رجل خمسيني) على طريق إميليا بين ريجيو وبارما، حيث لم تفلح جميع جهود المسعفين لانعاشه، ففارق الحياة متأثراً بجراحه.

موقع يا صور