بيروت اليوم

عن من قال الرئيس برّي | ما عرف مع مين علق؟!!

الجمهورية

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول:
“مع التئام المجلس النيابي في جلسة “دسمة”، تمتد على يومين ‏‏(الاثنين والثلثاء)، يكون الرئيس نبيه بري قد استطاع حماية المجلس ‏الجديد من خطر الإصابة بـ”الشلل المبكر”، عبر استخدام “لقاح” تشريع ‏الضرورة الذي من شأنه أن يعزّز مناعة السلطة التشريعية ويحصّنها ضد ‏فيروس “الشغور الحكومي” المتمادي‎.‎

يبقى أن تنجح الجلسة في الاستجابة لمتطلبات الدولة ومحاكاة قضايا الناس عبر إقرار ‏القوانين الضرورية، علماً أنّ النواب، خصوصاً الجدد منهم، سيكونون أمام اختبار إثبات الأهلية ‏والحضور، مع الأمل في ألّا تطول فترة “الروداج” التي قد يحتاج اليها بعضهم‎.‎

أما الرئيس بري فلا يخفي ارتياحه الى “المؤشرات الأوّلية” التي التقطها حتى الآن، وهو ‏يقول لـ”الجمهورية” إنّ المجلس النيابي الذي يضمّ نحو 79 نائباً جديداً يبدو مبشّراً بالخير ‏على صعيد النشاط والإنتاجية، ملاحظاً أنّ هناك حضوراً كثيفاً في المطبخ التشريعي المتمثل ‏في اللجان النيابية، خلافاً لما كان يحصل في الماضي‎.‎
ويضيف: في السابق كانت قلّة فقط تحضر اجتماعات اللجان، وكنا نقوم بـ”التنقيب” عن ‏النواب ونحثّهم على المشاركة، اما الآن فإنّ جلسات اللجان تزدحم بالنواب والمقاعد تمتلئ ‏الى حدّ الاكتظاظ، ما يعكس حماسة للعمل، وأتمنى أن يستمرّ هذا الزخم طيلة مدة الولاية‎.‎

ويوضح بري أنه سيكثف لاحقاً وتيرة الجلسات العامة من اجل البتّ في كل مشاريع ‏واقتراحات القوانين التي تكون جاهزة، متطلّعاً الى أن يستعيد المجلس النيابي الحالي ‏‏”اللياقة التشريعية” العالية التي سبق أن تحلّى بها مجلسُ عام 1992، ومشيراً الى أنه ‏بصدد الدعوة الى عقد جلسة أخرى في منتصف الشهر المقبل‎.‎

والى جانب حرصه على رفع منسوب الإنتاجية، يؤكد بري أنه سيدفع أيضاً في اتّجاه تفعيل ‏الدور الرقابي للمجلس النيابي، قائلاً: بعدما تتشكّل الحكومة، سأمنحها بعض الوقت حتى ‏تنطلق ونختبر أداءَها وقدرتها على الإنجاز، لكنّ مهلة السماح لن تطول، وأنا ساقف بالمرصاد ‏لكل خلل في سلوكها، وبالتالي متى لمستُ أنّ هناك أخطاء أو تقصيراً في عملها، لن أتردّد ‏في إخضاعها الى المساءلة والمحاسبة امام المجلس. لا مسايرة أو مراعاة بعد اليوم، لأنّ ‏مصالح الدولة وحقوق الناس فوق كل اعتبار، والمجلس سيكون حازماً في ممارسة الرقابة ‏على السلطة التنفيذية، وأنا أعني ما أقول، ومَن لا يصدّقني عليه أن يجرّبني‎.‎

وحين يُسأل بري عن تعليقه على الدراسة التي أظهرت أنّ لبنان هو الاول في عدد مرضى ‏السرطان على مستوى العالم العربي، يجيب: الحمد لله أننا “بعدنا طيبين” في بلد تجتاحه ‏مصادر التلوّث والفوضى على نطاق واسع. يكفي أن تنظر مِن حولك حتى تكتشف حجم ‏المصيبة التي نواجهها. المياه إما مقطوعة وإما ملوّثة بما فيها تلك التي تُستخدم لريّ ‏المزروعات وهذه جريمة كبرى.. البيئة مهدّدة بأشكال مختلفة من النفايات الى غيرها.. أزمة ‏الكهرباء مستفحلة وهناك مَن يصرّ على مواصلة سياسة الهروب الى الامام عبر البواخر وأنا ‏أشكر الله أننا لم نتورّط في الباخرة “إسراء” التي ثبت عدم جدواها.. 39 قانوناً جرى إقرارها ‏لا تُنفّذ بسبب المزاجية والاستنسابية.. مجالس الإدارة في مؤسسات رسمية لا تُعيَّن لأنّ ‏بعض الوزراء يريد أن يبقى مستحوذاً على السطوة والنفوذ.. المطار تباغته الازمات لأن ما أُقرّ ‏في شأنه لم يُطبّق.. وغيرها من الامور التي تعكس الواقع المهترئ والمترهّل الذي وصلنا ‏اليه، ومع ذلك كله، يستمرّ التأخير في تشكيل الحكومة نتيجة التجاذب حول الحصص بدل أن ‏تشكل الحاجة الى معالجة تلك الملفات الملحّة حافزاً للإسراع في التأليف‎.‎
ويستغرب رئيس المجلس كيف أنّ الجميع في لبنان من دون استثناء يشكون من الفساد ‏ويهاجمونه بينما هو لا يزال يستشري ويتمدّد، متسائلاً باستهجان: أين هم الفاسدون ‏والمرتكبون؟ هل هم أشباح غير مرئية؟

ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك من جديد في ملف النزاع النفطي والبحري بين لبنان ‏والكيان الاسرائيلي، يوضح بري أنه ناقش هذه القضية مع مدير مكتب التحقيقات الأميركية ‏‏”أف.بي.أي” عندما زاره أخيراً في عين التينة، مستفسراً منه حول إمكان أن يؤدّي دوراً ما ‏في هذا المجال، بعدما أخفق الموفدون الأميركيون الآخرون في مهماتهم السابقة، بسبب ‏انحياز معظمهم الى جانب تل أبيب‎.‎

ويستعيد بري ما جرى بينه وبين ديفيد ساترفيلد في أحد الاجتماعات في عين التينة، حيث ‏قال له المسؤول الاميركي في معرض التفاوض حول عرض قدّمه‎: “take it or leave it”. ‎ويضيف بري مبتسماً: قلت في نفسي حينها “ما عرف مع مين علق”، ثم أجبته بحدة‎: ‎‎”leave it”‎

وعندما يٌسأل رئيس المجلس عن رأيه في مواقف المسؤولين الإسرائيليين الذين ردّوا على ‏الخطاب الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، يصمت لبرهة، ثمّ يقول: ‏هؤلاء ليسوا سوى رؤساء عصابات.. ماذا تنتظرون منهم

اترك ردا