منوعات

عن الهزات التي نرقص على تردداتها!

المصدر : نايلة المصري – لبنان 24

أفاد مركز بحنس لرصد الهزات والزلازل، أنّ “الهزة التي شعر بها اللبنانيون تبلغ قوتها 4.3 درجات على مقياس ريختر ومركزها بحيرة طبريا، ومن المحتمل أن يشعر سكان لبنان بارتدادات هزة أخرى لأنّ الهزات لا تزال متواصلة”. وكان أفاد سكان العاصمة بيروت وضواحيها وأبناء قرى شرق صيدا عن شعورهم بهزة أرضية استمرت لثوانٍ عدة.

خبر مرّ مرور الكرام على الكثير من شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً ان غالبية اللبنانيين شعروا بهذه الهزة في الليل، ما أثار نوعاً من الرعب والبلبلة في صفوف المواطنين خصوصاً سكان شرق صيدا.

ولكن مهلاً مهلاً!!

ما الذي تغيّر ولماذا هذا الهلع كلّه، أهي المرّة الأولى التي نصاب بهكذا هزّة، فنحن بلد يعيش على فوهة بركان، “مهزوز أصلاً” نتلقى الهزّة تلو الأخرى ولا من يهلع ولا من يخاف.

أفليست أزمة النفايات في صيدا هزّة كانت تستحق أن تهدم كبار الرؤوس في البلد؟ أم ان تصريح الأب طوني خضرا عن مئات المتوفين الذين يتقاضون رواتبهم من الدولة ليس زلزالاً لا تتوقف تردداته قبل سقوط الهيكل على رأس جميع الفاسدين؟ أم أن تأخير تشكيل الحكومة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي نعيشها تضعنا على فوهة بركان لا نعرف متى سينفجر في وجهنا ويحرق الأخضر واليابس. أم أزمة النزوح وأزمة الكهرباء، وأزمة الاسكان وأزمة وأزمة……

لن نطيل في الكلام، فنحن شعب تخدّر على الصفعات، وما عادت الأزمات تؤثّر به، أو تحرّك له ساكناً. فحياتنا اليومية باتت أشبه بروبوت يتحرّك ويعمل ويأكل وينام، فـ”مورفيننا” طويل الأمد ومفعوله قويّ، والاّ لما وصلنا الى هنا.

وفي ما يتعلّق بالحكومة، سؤال يطرح نفسه: لماذا هذا الاستعجال في التأليف؟ اتعتقدون أنها “رح تشيل الزير من البير” حتماً لا، فهي لن تكون أفضل من سابقاتها، ولا حتى أسوأ من لاحقاتها، “كلو زي بعضو”. فالفساد سيببقى على حاله وما أكثره مع حكومة تصريف الأعمال انطلاقاً من مبدأ “يا رايح كثّر الأبايح”. كما أنها حتماً لن تحلّ أزمة الكهرباء ولا المياه ولا الاسكان، وأزمة النزوح السوري سيبقى طيفها حاضراً.

يقولون أن النزوح السوري في البلاد أثّر سلباً على الوضع الاقتصادي، يا لها من مزحة ثقيلة، هل كنّا نعيش في النعيم قبل الأزمة؟ هل كانت الكهرباء والمياه والبنى التحتية مؤمنة بأفضل الطرق للشعب اللبناني؟ كفى استغباءً لعقولنا، نحن لم نعرف يوماً ان نكون بلداً ولن نعرف، وبالتالي يلزمنا الكثير الكثير من الوقت حتى نلملم ركام هزاتنا ونعود الى الحياة ونعيد بناء وطننا على أسس صلبة وسليمة تلتوي مع الهزات ولا تقع.

وفي الختام، “طولوا بالكم وما تضحكوا العالم علينا” فهزات بلادنا مجتمعة وتردداتها، لم تؤثر بنا، فلماذا هذا الهلع كلّه على هزّة أرضية هي نقطة في بحر تصيدرنا للهزّات؟

اترك ردا