بيروت اليوم

عن الفاجعة الأليمة صباحاً | ‘علي ‘ كان يعمل عندما سقط في البئر….’أبو حسين’ رحل وترك أطفاله الثلاثة لوحشة اليتم

المصدر : عبدالله عبد الرازق

كعادته كل يوم، خرج المعلم “علي” من منزله متوجهاً الى ورشة عمله… وضب عدته في حقيبته وهم بالرحيل عن منزل زينه بضحكات “آية” و”حوراء” و”حسين” كلما احتضنهم الى حضنه الدافئ…

ولكنه لم يكن يعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التي يرمق بها ذاك البيت، ولأنه ما سيلبث أن يودعهم الوداع الأخير…..

الى كونين كانت الوجهة….يوم عمل طبيعي كان لو لم يسقط هاتفه… همّ بالبحث عنه عندما اختل توازنه، كما روى شهود عيان، وسقط في البئر حيث قضى….

وحل الخبر صاعقاً على أهالي بلدته في جويا الجنوبية…. أبناء “جويا” والجوار تناقلوا خبر وفاة الشاب علي عواضة (42 سنة) بحزن وأسى…

فـ”علي” معروف بينهم بالطيبة ودماثة الأخلاق… فهو الأب العطوف على أطفاله والزوج المخلص لشريكة عمره، هو الابن البار لاهله والشاب المقدام في ساحات الجهاد والوغى…

وفوق كل ذلك، وبين مشاغل الحياة الكثيرة وهمومها، لطالما عشق “علي” البحر وغاص في أعماقه غواصاً محترفاً….

ولكن كل ذلك لا يغير حرفاً في فصل دموي أراد به القدر أن يختتم فصول حياة الشاب “علي” المكافح ويبدل بسمة كان يرسم على وجه أحبائه بدموع حزينة لن تجف مهما لاح عليها الزمن….