بيروت اليوم

‘عن أمل | حافظة القرآن التي لم تترك كتاب الله في كل لحظات حياتها ورحلت وهي ترتله’

المصدر : ريم الأمين

لم يُخطىء الذي قال يوماً بأن الموت يختار من الحديقة أجمل ورودها ويهديها للسماء.. لم يُخطىء من قال يوماً بأن الموت كالقناص يعرف متى يختار الوقت المناسب لكتابة موعد الرحيل.
رحلت أمل مراد، ولمن لم يعرف أمل إليكم قصة شذاها الذي تركته يفوح في ذكريات محبيها على الدوام.

كانت كما اسمها تأمل كل الخير من الدنيا، كانت تأمل أن تقضي بابتسامتها على الخبيث وأن تُكمل مسيرة حياتها التي انطفأت قبل انطلاقتها..

ولكن إذا ما تحنن الله على عبدٍ زرع في قلبه الإيمان وحتى في أحلك الظروف، ما لا تعرفوه عن هذا الوجه الملائكي هو كل الجميل.

فأمل إسمٌ تألق ولمع في جمعية القرآن الكريم، لم تجعل يوماً ظروفها تقف عائقاً بينها وبين حفظ وتلاوة كتاب الله.. كانت تشارك في المسابقات جميعها عند قدرتها وحتى في لحظات وهنها وتعبها كانت تسجل اسمها وتصر على أن تراجع حتى آخر هنيهةً على أمل أن يعطيها الألم فرصةً لفعل ما تحب.

انتظرها محبوها لتشاركهم في المسابقة السنوية كما اعتادوا عليها، ولكن كان الموت أسرع من كل مواعيد الأرض وخطف بريق عينيها، ووقف على عتبة ذكرياتها ليضع نقطة النهاية لكل الطموحات والأحلام.

ولكن يا أمل هيهات للموت أن يغيب آثار قلبٍ صافٍ كالذي امتلكتيه يوماً، هيهات له أن يجعلك سراباً زائلاً..

أنت يا أمل كما كنت بلسماً لأرواح من عرفك خلال حياتك، ستكونين الآن طيف ملاكٍ يحرسهم حتى في غيابك.

فإلى روحك السلام والسكينة والى قلوب المحبين الصبر والسلوان.

اترك ردا