“حاول «ياسين» صاحب الجسد النحيل مواجهة صديقه ضخم البنيان لكنها كانت محاولة يائسة انتهت بمقتله بضربة جاكوش على رأسه، وأسرع المتهم في وضع جثته داخل جوال من البلاستيك وتركها أسفل سرير تلك «الشقة» التي تبين من تحريات المباحث بعد القبض على المتهم أنها «شقة» شقيقه.

أسرع «عاطف» المتهم بتنفيذ الجريمة البشعة، في إبعاد شبهة الاتهام عنه بالإتصال بأسرة ياسين وتقمص شخصية رجل من الأعراب وأدعى قائلا: «أنا خطفت ياسين عشان غلط مع بنتي وأنا عايز 350 ألف جنيه»، وبعدها أغلق الهاتف الذي أجرى منه تلك المكالمة،

ولم تمر دقائق وسرعان ما تلقى مكالمة من أسرة «ياسين» يطلبون منه مساعدتهم بحكم صداقتهما، وأنه ذهب عدة مرات إلى منزل الأسرة في قرية صنافين في مركز منيا القمح في الشرقية، وأقام علاقة صداقة مع كل أفراد أسرته وعرف بأنها ميسورة الحال بحكم عمل الأب في البورصة.

حررت الأسرة محضرًا في قسم شرطة السلام بالحادث، واستمعت الشرطة لأقوال «عاطف» الذي تظاهر بالحزن علي صديقه وأنه لم يشاهده منذ يومين عقب خروجه من العمل، وبعدها غادر قسم الشرطة لعدم وجود أي دليل ضده، لكن الحقيقة تكشفت عندما قدمت أسرة الضحية تسجيلا صوتيا للمحكمة،

التي طلب فيها المتهم قيمة الفدية، وتزامن ذلك بالعثور على جثة الضحية من قبل شقيق المتهم الذي فوجئ برائحة كريهة في «شقته» عقب عودته من إحدى محافظات الصعيد، فاستعان بالجيران وأبلغوا قسم شرطة المرج وتم التحفظ على الجثة في مشرحة زينهم وتعرفت الأسرة عليها بعد مشاهدتها ونجحت الشرطة في القبض على المتهم، وبمواجته اعترف بتفاصيل جريمته.

معاينة النيابة لمسرح الجريمة، كشفت وجود منشار وأكياس بلاستيك بجانب الجثة، وبمواجهة المتهم، اعترف أنه كان ينتوي تقطيع الجثة وتوزيعها في الأكياس والتخلص منها لكن عودة أخيه المفاجئة كشف وجود الجثة وأبلغ الشرطة دون علمه.

حلت الجريمة بمثابة الصاعقة على أسرة الضحية، فهو شاب وحيد على أختين، فأصيبت بحالة من الذهول أفقدتها القدرة على التركيز وعدم تصديق الواقعة، ففي أحيان كثيرة تخرج في منتصف الليالي إلى الشارع لتنادي على ابنها.

وقالت والدة الضحية في فيديو حصلت عليه «الوطن»: «أنا عايزة القصاص من عاطف اللي قتل ابني بعد ما كل عيشنا وملحنا»، أما والده فأصيب بصدمة كبيرة أقعدته عن الحركة ونقل إلى المستشفي لإسعافه.

تعالى نتفرج سوا على ماتش أبو صلاح مع البايرن».. بتلك الكلمات نجح “عاطف” س” 38 سنة في استدراج صديقه ياسين جمال، 26 سنة إلى «شقة» في منطقة المرج بالقاهرة، بحجة مشاهدة مباراة ليفربول، الذي يلعب له الدولي محمد صلاح وبايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا،

لكن ياسين لم يكن يدرك الخطة الشيطانية، التي أعدها صديقه وزميله في العمل بورشة ألمونتال بالسلام، وفوجئ بعد دخوله «الشقة» بصديقه يوثقه في الكرسي بحبل من البلاستيك، عندها اعتقد «ياسين» في بادئ الأمر أن «عاطف» يمزح وعندما حاول مقاومته أفصح المتهم عن نيته السيئة وأخبره بأنه مختطف لحين دفع 350 ألف جنيه.