غير مصنف

عندما يتخلص الأخ من أخاه…. شهيد الجيش رؤوف يزبك (21 سنة) رحل برصاص الظلم، لا الارهاب ولا الاسرائيلي… هذا آخر ما نشره على Status ‘واتساب’

المصدر : عبير محفوظ-حسام جمال

“شرف… تضحية… وفاء” …. هي شعارات ثلاثة يحملها أبطال الجيش اللبناني في صميم قلوبهم متى ما التحقوا بالمؤسسة العسكرية…تتغلغل في نفوسهم عقيدة الجيش: العدو الأول للبنان هو الكيان الاسرائيلي الغاصب وما يلتحق به من العصابات الارهابية التكفيرية… فيضرب ابطاله بيد من حديد في ساحات الوغى، ويبسطون طيب المحبة والعون لأبناء وطنهم الغالي، فيكونون لهم الحارس الأمين والراعي الوفي….

ولكن ما كان بحسبان أبطال الجيش أن تاتيهم رصاصات قاتلة من أبناء وطنهم ومن أبناء بلدتهم…. فما أفظع لحظة يموت فيها المرء برصاص أخيه الذي تأهب لمواجهة الاسرائيلي الارهابي الغاصب، وطمأن البال لناحية أبناء الوطن!!

منذ أشهر، انطلقت “الخطة الأمنية” في البقاع، وبالأخص في قضاء بعلبك-الهرمل، لفرض الأمن والأمان في مناطق عانت وتعاني من تسلط المسلحين على ارزاقها وابنائها…. فوقعت الكثير من الاشتباكات بين المسلحين والقوى الأمنية والعسكرية، استشهد خلالها عدة أفراد من الجيش واصيب آخرون بجراح، كما تم قتل وتوقيف العديد من الفارين من وجه العدالة…. والاشتباكات الأخيرة ليل امس الخميس لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حسب المعطيات الواردة…

كما انها لم تكن الأعنف ولا الاشد ضراوة… فأفضت لاستشهاد المجند رؤوف حسن يزبك (مواليد 1997، من سكان حي السلم في بيروت) وجرح 3 عناصر آخرين…المجند رؤوف يزبك، ابن بلدة نحلة البقاعية في بعلبك، قضى برصاص ابناء وطنه وابناء منطقته الذين سارع العقلاء فيهم من جميع العشائر المعنية لرفع الغطاء عن المعتدين على الجيش والقوى الأمنية ولكن…

ما كان أحد من الأحبة ليتمنى له ذلك القدر المشؤوم… فرؤوف الذي كان قد نشر في تموز الماضي على صفحته على فيسبوك، “ما في حلم بيكمل”، نشر بالامس على حالته على واتساب (Whatsapp Status) صورة رجل يحمل بين يديه كفناً مضرجاً بالدماء…

لعله بذلك استشعر أو لربما حتى تمنى أن يكون شهيداً في سبيل حماية الوطن الذي تراقبه وتحفر عند حدوده آليات الوحش الاسرائيلي جنوباً وتنخر في جسده محاولات الارهاب التسللية… ولكن شاء القدر أن يستشهد “رؤوف” على مذبح “الخطة الأمنية” عله برحيله المفجع يهز عرش حماة التفلت والدمار في وطننا المفجوع أبداً برحيل خيرة شبابه….

اترك ردا