بيروت اليوم

عندما وقع باسيل في كمين البساتين | هل خسر معركته الرئاسية ؟!

تحدث الوزير جبران باسيل عن كمينين تعرض لهما في قرية البساتين الأول سياسي والثاني امني وان كان من الصعوبة بمكان التحقق من حقيقة الكمين الأمني فإن الوزير باسيل كان مصيباً لدرجة كبيرة بحديثه عن الكمين السياسي.

بانتظار التحقيقات الأمنية والقضائية لمعرفة مطلق الرصاصة الأولى وصاحب الطلقة الاخيرة، في السياسة فإن ما جرى كان واضح النتائج والتداعيات سياسياً وحكومياً. لقد نصب الزعيم الجبلي وليد جنبلاط كميناً سياسياً لجبران باسيل،

والأخير قد وقع فيه دون لبس أو ربما عناد حليفه الوزير صالح الغريب، ومن ثم توتره هو السبب في الوقوع بالكمين الجنبلاطي. ولكن مهما كان السبب أو المسبب فالحصيلة ان الوزير باسيل قد وقع في الكمين وهنا تستعاد عبارته “ما حاولنا تجنبه قد حصل…”.

الجولات المناطقية التي يقوم بها الوزير باسيل منذ فترة كانت أشبه بحملة انتخابية رئاسية تخاض في الولايات المتحدة أو أوروبا بخاصة ان انتخاب الرئيس في لبنان لا يحصل من قبل الشعب وفقاً للدستور، لكن الوزير باسيل كان يقوم بجولته الرئاسية المناطقية من ضمن حملته لإقناع الناخب الخارجي بانتخابه،

كان يسعى الى صورة المرشح الذي يريده الناس كل الناس وانه المرشح القادر على اختراق كل الحواجز والموانع في التواصل مع الناس بعيداً عن زعمائهم وطوائفهم وأحزابهم. فكان كمين البساتين الذي نصبه جنبلاط والذي جاء ليرسم صورة معاكسة للمرشح جبران باسيل، صورة انه مرشح حرب بالنسبة لطائفة أساسية في لبنان.

من المرجح ان أي طرف لم يكن يسعى للدماء أقله الأطراف الداخلية، لكن من المرجح أيضاً ان كل طرف كان يسعى من خلال ما حصل لتشويه صورة الآخر.

إن اتهام جنبلاط بالميليشياوية أو الهيمنة على قرار الجبل، أو تحويل الجبل الى “كانتون” درزي لا يبدو أنها تزعج سيد المختارة فلقد اعتاد عليها وعلى ما هو أقسى منها.

لا بل ان الكثيرين يستذكرون ابتسامته الماكرة عندما يسمع هكذا اتهامات، الا ان تداعيات ما حصل على باقي الأطراف وتحديداً الوزير باسيل تأتي من خارج السياق الذي رسموه لأنفسهم في هذه المرحلة أو تحضيراً للمرحلة المقبلة.

حالة توتر عاشتها الأطراف بعد أحداث البساتين ولعل أبرز صور هذا التوتر تمثل بصورتين: الأولى ما نقل عن تهجم الوزير باسيل على زميلته وزيرة الداخلية ريا الحسن في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع،

والثانية تطييرة لجلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي رغم حفظ ماء وجه رئيس الحكومة بإرسال بعض الوزراء لإكمال النصاب قبل الغاء الجلسة.

هناك شعور سائد ان الوزير جبران باسيل فقد الكثير من الحظوظ في الوصول الى رئاسة الجمهورية، ربما قد يقول البعض انه حقق مكاسب مسيحية والأمر فيه نقاش،

أو يقول آخرون انه لم يخسر شيئاً في البساتين وذلك فيه لفلفة لما حصل. لكن ما يؤكده الكثيرون ان الوزير جبران باسيل خسر معركته الرئاسية، أو ربما أضاعها في البساتين.

لقد خاض وليد جنبلاط هذه المواجهة بهدفين: الأول منع خصومه من إلغائه والثاني تشويه صورة باسيل كمرشح رئاسي.

فيما خاض منافسوه هذه المواجهة بهدفين أيضاً الأول إلغاء زعامة وليد جنبلاط، والثاني تكريس جبران باسيل كمرشح لكل اللبنانيين. جنبلاط حقق الهدفين دون لبس، فيما منافسوه يبحثون عن مخرج من قرية البساتين.

ما حصل في البساتين ستتم لملمته على الطريقة اللبنانية وعبر اللواء عباس إبراهيم، وأجمل ما قيل هنا على لسان أحدهم “يا ويلنا من بعدك يا عباس ابراهيم…”.

المصدر : أيوب