بيروت اليوم

علي شعيب …. ايقونة الاعلام المقاوم والبطل الذي ارهق معنويات العدو ووثق انتصاراتنا بالكلمة والصورة

المصدر : ريم الأمين

علي شعيب، حيث لا يجرؤ الآخرون.. من يراقب الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة في أيامنا هذه، يرى بأننا فعلاً بتنا نهزأ بالعدو، الكلمة التي أطلقها الشيخ راغب حرب يوماً باتت تتجسّد تقنياً الآن.

المراسل المُقاوم، تفصله أمتارٌ عن العدو.. يتقدم ولا يهاب، همّه الأساسي أن يُوصل للناس الصورة الصحيحة لما يجري على أرض الواقع.

“علي المنار”، هذا الإسم الذي يعرفه به أهالي قريته، يحمل هذا الاسم بكل قوته، منارة الخبر اليقين، خبر المقاومة..

من يراجع تاريخ علي يجده من أنقى التواريخ التي سطرها الإعلاميون على مر الزمن، فهو الذي أُصيب خلال تغطيته للاشتباكات التي جرت بين الجيش اللبناني والعدو الإسرائيلي في تاريخ 3 آب 2010 في منطقة العديسة.. قال يومها: “بعد ان أغلقت هاتفي مباشرة مع “المنار” وكان الجيش يحاول سحب جريح كان في حالة خطرة ولم يكن الاسرائيلي يسمح له، ابتعدت قليلا عن المكان حيث سقطت قذيفة أصبت من جرائها في رجلي، الإصابة أينما أتت لن تُسقط صوت المنار ولا النور ولا المقاومة”. في لحظات إصابته لم يتوان علي عن مناصرة المقاومة .

واليوم، بوقفته على الحدود يومياً وبنقله للواقع كما هو يجدد هذا البطل صدق مسيرته، يشن حرباً نفسيةً على عدوٍ لطالما كان يعتمد هذا الطريق لإخافتنا.. ينشر الصور تارةً والفيديوهات تارةً أخرى، يبث الطمأنينة في قلوب الناس ويبعث فيها روح العزيمة.. وفي الوقت عينه يقف بوجه عدوٍ ليريه أنه فعلاً كما شبهه سيد المقاومة: أوهن من بيت العنكبوت.

علي وحده أمام جيشٍ، يوثق معالم الهزيمة على وجوه جنوده، لا يعطيهم مجالاً حتى للراحة.. إن زرعوا الحساسات كان لهم بالمرصاد، حتى إن أكلوا وشربوا رصدهم..

في زمنٍ بات فيه الإعلاميون يتكدّسون بالمئات على أبواب الزعماء السياسيين رغبةً بحفنةٍ من الدولارات، بقي علي شعيب أيقونةً للإعلام المُقاوم النزيه.. بالرغم من أن عروضات كثيرة كانت بين يديه، عروضاتٌ تنقله لأعلى درجات المستوى المادي، إلا أنه رفض إيماناً منه بأن القضية أهم بكثير من المال.
بعينٍ إعلامية نجح علي، وبعينٍ مُقاومةٍ نجح أيضاً.. مزج بين خطين لا ينفصلان إلّا عند من فضّل الشهرة الزائفة على القضايا الوطنية.

فتحيةٌ للمراسل الذي وثق انتصاراتنا العسكرية والنفسية على العدو، منارة الخبر المُقاوم.

اترك ردا