بيروت اليوم

طفل لبناني من أصل 1000 يعاني من هذه الحالة.. إفحصوا أولادكم!

المصدر : الجمهورية

تتكاثر مشكلة ضعف السمع عند حديثي الولادة في لبنان لأسباب عدّة، ولا تقتصرعواقب هذه الحالة الطبّية على صحّة الطفل فحسب، بل تتخطاها لتؤثر في نفسيّته واندماجه في المجتمع. فما هي فحوصات السمع التي يجب القيام بها مباشرةً عند ولادة الطفل؟
طفل من أصل 1000 يولد وهو يعاني من ضعف عميق في السمع، وترتفع هذه النسبة في لبنان لتسجّل حالة من بين 800 طفل يعانون من هذه المشكلة التي لا يقتضي تأثيرها على صحة المصاب فقط، بل على حياته ككل.

في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» إختصاصي أذن أنف وحنجرة الدكتور جاد نعمة، الذي قال إنّ «الضعف في السمع ليس بالضرورة طرشاً (نادراً ما يستعمل في ايامنا هذا المصطلح لأنّ العلاجات فعّالة وتلغي هذه المشكلة)، وهو على أنواع، فيمكن أن يكون نسبياً أو كلّياً أو تدريجياً أو دائماً، والذي يمكن أن يتحسّن مع العلاجات أو أن يسوء اذا أُهمل.

وتنقسم اسباب الإصابة بضعف السمع عند حديثي الولادة الى اثنين؛ السبب الجيني الذي يعود الى وجود مشكلات طبّية عند الاهل وتنقلها الام الى طفلها عند الولادة، خصوصاً بسبب زواج القربى. وفي هذه الحال اذا ولد الطفل مع متلازمة ضعف السمع ترافقه أحياناً مشكلات اخرى كضعف في النظر أو مشكلات في القلب أو الكلى أو غيرها. أمّا السبب الثاني فهو مكتسب ويعود الى الولادات المبكرة والوزن الضعيف، المولودون في العناية الفائقة، التعرّض للمشكلات خلال الولادة كضعف في الأوكسيجين مثلاً، تعرّض الأم خلال حملها الى الالتهابات الجرثومية ما يفسّر أهمّية انتباهها الى نظام اكلها والابتعاد عن الحيوانات والمرضى، كذلك يتعرّض طفل الحامل التي تناولت بعض انواع الادوية خلال حملها الى مشكلة ضعف السمع، اضافةً الى الحامل التي تحتسي الكحول بشكل خاص أو التي تدخّن بشكل عام».

مؤشرات دليلة

لا تؤثر هذه المشكلة على حاسة السمع فحسب، بل تخلق عدداً من المشكلات الطبيّة الأخرى التي تؤثّر في حياة الطفل اليومية وفي نفسيّته. ويشير د. نعمة الى أنّه «عدا مشكلة ضعف السمع، يصاب الطفل بمشكلات في اللفظ والنطق والقدرة على التكلّم، اضافةً الى المشكلات الاجتماعية نتيجة عدم قدرته على التواصل فيصبح انعزاليّاً، الأمر الذي يسبّب له ايضاً مشكلات نفسية. من هنا أهمية أن يكتشف الاهل اصابة طفلهم بهذه المشكلة باكراً، لاسيما أنّ العلاج الباكر يؤمّن نتيجة فعّالة. لذلك، «أشدّد على ضرورة القيام بالفحوصات المبكرة المخصّصة للسمع بعد ولادة الطفل بيوم أو اثنين في المستشفى، وفي حال عدم توفّرها فيها، من المفروض أن يطلب اختصاصي الاطفال هذه الفحوصات عند اصطحاب الاهل الطفل الى عيادته بعد شهر من ولادته».

من جهة أخرى وبعيداً عن الفحوصات الطبّية التشخيصية، يوجد عدد من المؤشرات التي تدل الأهل على امكانية الإصابة والتي يجب أن تدفعهم الى استشارة الطبيب للكشف المبكر على سمع طفلهم، والتي تظهر أولى معالمها في الشهر السادس او السابع، والتي يجب على الأم ملاحظتها من خلال الانتباه اذا كان طفلها ينجذب الى الأصوات او لا، أمّا في الشهر التاسع فمن الضروري الانتباه الى الطفل بدّقة اكبر لا سيما أنه في هذه الفترة يصبح واعياً وباستطاعته النطق والانتباه الى الاصوات من وأن يعبّر عنها بالتواصل. كذلك في عمر السنتين لانه من المفترض ان يتكلم من 40 الى 50 كلمة، وأن يبدأ بتركيب جمل بسيطة».

زرع القوقعة

التشخيص المبكر اساسي ولا يجب التأخر ابداً في العلاج، فعمر السنتين هو الحدّ الأقصى لنتيجة فعّالة وتحسّن ملحوظ في سمع المصاب. ويفسّر د. نعمة أنه «بعد أن تؤكّد لنا نتيجة فحوصات السمع وجود المشكلة، يوصي الاختصاصي عندها بالقيام بالفحوصات الدقيقة والمتقدّمة لتحديد درجة ضعف السمع والعلاج المناسب الذي يختلف بحسب نوع الضعف، ففي حالات معيّنة (بعض حالات التهاب السحايا والتهاب الاذن الوسطى) يكون العلاج طبيّاً ويتعافى الولد من ضعف سمعه، وفي حالات اخرى واذا كان ضعف السمع متوسطاً يرتكز العلاج حينها على وضع السمّاعة التقليدية، أمّا إذا كان عميقاً فيكون التدخّل الجراحي هو الحلّ من خلال زرع القوقعة. وتُعتبر هذه الجراحة فعّالة وتعيد السمع الى طبيعته. وتجدر الاشارة الى أنّه اذا تعالجت الحالة باكراً تكون نسبة الشفاء مئة في المئة، على أن يتابع الطفل بعدها من قبل فريق طبّي متخصّص للاهتمام بحالته ونطقه».

فحص مجاني في لبنان

كلّ ما كان العلاج باكراً كلّ ما وفّرنا على الطفل مشكلات طبّية ونفسية واجتماعية، وختم د. نعمة حديثه قائلاً «لا يوجد أيّ سبب لإهمال القيام بهذه الفحوصات للطفل، لا سيما أنّ لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الاوسط الذي خصّص حملة وطنية للتوعية عن الكشف المبكر عن ضعف السمع لدى حديثي الولادة، والتي تمتدّ من 30 تموز حتى 31 آب من السنة الحالية، حيث يتمّ إجراء فحص السمع لحديثي الولادة مجاناً في عدد من المستشفيات الحكومية، وبتعرفة رمزيّة في عدد من المستشفيات الخاصة المشارِكة في الحملة».

اترك ردا