منوعات

طبيبٌ ومريضةٌ تسبّبا في نقل الـ’كورونا’ لآلاف من المرضى؟!

شخصان فقط تسبّبا في نقل العدوى لآلاف من المرضى وتفاقم الأوضاع في بلديهما، حسب تقارير رصد حالات انتشار جائحة كورونا، إنهما المريضة (31) بكوريا الجنوبية، والطبيب المُلقب بدكتور “د” (D) في إيطاليا، هذا ما خلصت إليه تقارير وكالة بلومبرغ، والمقياس العالمي لرصد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ففي ساحة صلاة واحدة في كوريا الجنوبية تسببت امرأة في اجتياح فيروس كورونا (كوفيد-19) البلاد، ورفع التأهب ضد الفيروس لدرجة الوباء، إنها الحالة رقم (31).

وصل كوفيد-19 إلى كوريا الجنوبية منتصف شباط الماضي، تحت سيطرة لا بأس بها في البداية، ومع إصابة الحالة رقم (31)، التي لقبها الإعلام “ببطلة الانتشار” (Super Spreader)، أخذت الأمور بكوريا الجنوبية منعطفا بائسًا، لتصبح اليوم ثاني أكثر الدول تفشيا للفيروس في آسيا بعد الصين.

وذكرت العديد من التقارير الطبية أن المريضة 31 (61 عاما) تسببت في تفشي الفيروس بين أكثر من 80% من الحالات في كوريا الجنوبية.

وشعرت السيدة في البداية بإعياء بسيط، ولم تكترث، ولم تتبع توصيات العزل، وحضرت قداسين في كنيسة “شمشون جي ميغا” (Shincheonji megachurch)، في مدينة تقع جنوب العاصمة سول بنحو 240 كيلومترا.

وحضر كل قداس خمسمئة مصل، كتفا بكتف على مدار ساعتين، حسب الصحف المحلية، وخلال 12 يوما تصاعدت الأرقام في كوريا الجنوبية بشكل جنوني، وانتقلت من 31 حالة مصابة إلى 2900 حالة، وجميعهم يترددون على الكنيسة ذاتها، وكان ألف منهم حضروا القداس، والبقية من ذويهم، حسب رويترز.

وحصر المركز الوطني المعني برصد الأوبئة في كوريا ما يزيد على 3150 حالة في 29 شباط الماضي، لتعلن كوريا اجتياح كوفيد-19 وخروجه عن السيطرة، وتؤكد أن حالة واحدة تسببت في اجتياح الوباء البلاد.

تحولت إيطاليا بشكل درامي إلى أكبر بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد في أوروبا، وثاني أكبر بؤرة بعد الصين عالميا، إذ وصلت أعداد الوفيات بإيطاليا لأكبر المعدلات عالميا بواقع 4032 مقابل 3255 في الصين حتى الآن.

ولكن عند التدقيق في تقارير الوفيات، لوحظ أن 99% كانوا مصابين بأمراض أخرى، ونسبة لم يتم حصرها بعد لكنها ليست قليلة كانت من المحتجزين بأمراض مزمنة وحرجة بالمستشفيات قبل فيروس كورونا.

وفي تصريح سري، أكد أحد الأطباء لشبكة بلومبرغ أنهم كطاقم طبي لم يمتثلوا في المشفى لنصيحة الأطباء الصينيين، وهي عزل مرضى كورونا بمستشفيات مخصصة للحجر الصحي، ومنع اختلاطهم بمرضى آخرين.

الطبيب -الذي أخفت شبكة بلومبرغ هويته، وأطلقت عليه اسم الدكتور (د)- أوضح أنه شعر بأعراض طفيفة، لكن لقلة الإمكانات المعملية امتثل للنصائح الطبية وعزل نفسه ذاتيا بالمنزل، وعندما شعر بتحسن استأنف العمل مرة أخرى، لتباغته الأعراض من جديد، ولكنها كانت أكثر حدة.

خضع الطبيب (د) لفحص فيروس كورونا المستجد، ولكن هذه المرة لم يكن وحده، فقد تفشى المرض بين الطاقم الطبي من زملائه والعاملين الإداريين في المستشفى بشكل وبائي وسريع.

يصعب على الباحثين في هذه الأوقات العصيبة معرفة من السبب الأول في تفشي كوفيد-19 بمشفى الطبيب (د)، ولكن هذا لم يمنعهم من التأكد أن ذهاب الطبيب (د) نفسه للعمل عندما شعر بالإعياء من دون التأكد من حمله الفيروس كان سببًا كبيرًا في تفشي كورونا بالمشفى.

شخص واحد شعر بالإعياء ولم يكترث، كان كفيلًا بخروج الأمر عن السيطرة، بمجرد تواجده في تجمع كبير، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بالعزل الذاتي لمدة أسبوعين في حال الشعور بالإعياء وأعراض البرد، ودون انتظار ظهور بقية الأعراض حتى لا تأخذ الأمور منحنيات يصعب تداركها لاحقًا، إذ لم تترك جائحة كورونا خيارا للجميع سوى الانتشار أو الانحسار.