بيروت اليوم

صور كلها تحزن لرحيل حبيبها «الآدمي الخلوق» ناصر شغري … باغته الخبيث فلحق بزوجته التي رحلت بذات المرض قبل 3 سنوات تاركين 4 ايتام

نادراً ما حزنت مدينة بأكملها وشعرت بصدمة الفراق ولوعة الموت وقسوته كما حزنت مدينة صور بالامس على فقيد شبابها ” الآدمي والخلوق” ناصر عباس شغري،

ابن البيت الصوري العريق الذي ما اعتاد الا ان يعطي المدينة خيرة شبابها ورجالاتها ” الاوادم” والمخلصين، ولعل ناصر في طليعة هؤلاء …

منذ اسبوعين، فوجئ اهالي المدينة بنداءات تطلب التبرع بالدم لناصر وبطلب الدعاء لشفائه، فشعروا بقلق شديد عليه وباتوا يتساءلون عن حال الشاب المهذب والمحبوب.

كان صراعه مع المرض الخبيث قصيراً للغاية، سرعان ما تمكن منه هذا الداء القاتل وغيب زهرة شبابه الى الابد، ولعل ناصر كان لطيفاً ومهذباً حتى في مرضه فرحل بهدوء الى مكان اجمل يستحقه امثاله …

منذ ثلاث سنوات ونيف غيب ذات المرض الخبيث زوجة ناصر المرحومة هتاف حوراني فرحلت وتركته مع اربعة اطفال، ثلاث بنات وصبي، بقي ناصر لاولاده الاب والام،

الا ان رحيل زوجته اثر كثيراً في نفسه وهو الانسان المحب والوفي، وبات الحزن رفيق ايامه التي كرسها ليعوض لاولاده صدمة رحيل الام الحنونة، فجاء الخبيث الذي لا يرحم ليخطف انساناً تليق الحياة بأمثاله، ولتكتمل مأساة العائلة المفجوعة ….

وناصر شغري، الراحل الحبيب، معروف في صور منذ شبابه، ميزاته اللطف والتواضع والخجل والاخلاق العالية والروح الجميلة. كان لاعباً متألقاً مع نادي السلام صور في كرة القدم قبل ان ينتقل الى التضامن ويساهم في صعوده الى الدرجة الاولى.

وبعد اعتزاله عمل موظفاً في فرنسبنك في صور، وطيلة مسيرته القصيرة في الحياة سواء في الرياضة او العمل او في الحياة الاجتماعية في المدينة ، كان كلما ذكر اسمه في مكان رافقه وصف ” الادمي والخلوق ” ….

يغيب ناصر اليوم وتودعه مدينة صور ليبقى في ذاكرتها واحداً من خيرة شبابها عملاً وخلقاً، يذهب ليرتاح بعد تعب وحزن والم ويغفو قليلاً على كتف البحر وفي ذاكرته ايام جميلة مضت،

اما في ذاكرة صور فلن يغيب وجه الفتى الوسيم الخلوق وسيبقى في سمائها شهباً وامضاً ابهرها نوراً ثم انطفأ في ليلة ظلماء ….

نقلا” يا صور