بيروت اليوم

شدياق | فخورة أن أكون بين المقاومين من القوات الذين قاوموا حتى الاستشهاد أمام الجيش السوري، صلابة القواتيين هي التي حررت لبنان!

أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية د. مي شدياق انه “في أيلول 1978، الأشرفية قالت كلمتها، آذار ونيسان 2005، الأشرفية وكل لبنان قال كلمته، انّه زمن التحرير.

نحتفل بهذه الذكرى في أرض الأشرفية المقاوِمة التي أعطت الكثير لتحرير لبنان من احتلال نظام الأسد. أشرفية البداية، بداية البشير، وانطلاقته مع مجموعة كبيرة من المقاومين لتحرير لبنان من المحتلّ.

ويا للصدف، فقد استشهد فخامة الرئيس في الأشرفية، ليروي هذه الأرض من دمائه ويعطيها دافعاً اضافياً للمقاومة حتى النهاية”.

واضافت في لقاء خطابي تحت عنوان “جلاء الجيش السوري… نحو الجمهورية القوية”، في ذكرى جلاء الجيش السوري عن لبنان، نظمته منطقة بيروت في “القوات اللبنانية” بالتعاون مع جهاز التنشئة السياسية: “كنا نُدوِّر الزوايا ونسميّه زمن الوصاية!

ولكن هل وجود 36 ألف جندي غريب على أرضِ بلدٍ آخر يُعتبر وصايةً أو احتلالاً! إنّه احتلالٌ بكلّ ما للكلمة من معنى، ونحن ما زلنا ندفعُ ثمنَ هذا الاحتلال الذي لم يقصفنا براجماتِه وحسب،

بل نكّلَ فينا وخطفَ خيرةَ شبابِنا واعتقلَهم وعذّبهم في أقبيةِ سجونِ البوريفاج وعنجر وساقَ بعضَهم الآخر الى سجون سوريا حيث لا يزال مصيرُ أكثر من 600 لبناني مجهولاً ولا يُحرّك من يتنطّحون لإعادة تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد ساكناً للكشفِ عن مصيرِهم.

هذا النظام الذي نهبَ في طريقِه أرزاقَنا ومقدّرات بلدِنا ولم يَشبع نظامُه وممثّلوه في لبنان كوميسيونات في مرحلة إعادة الإعمار وعاثوا في الأرض والاقتصاد والأجهزة والإدارات على أنواعِها فساداً وابتزازاً!

وها نحن ندفعُ ثمنَ هذا العبء لغايةِ اليوم، وما انكبابُ الحكومة لإقرار موازنةٍ عنوانُها التقشّف وتخفيضُ نسبة العجز إلاّ محاولة أخيرة لنفضِ غبارِ والنهج الموروث والموبوء عنّا.”

وشكرت منسقيّة القوات في بيروت، لإحيائِها ذكرى جلاء الجيش السوري من لبنان، بعد مرور أكثر من 14 سنة على تحرير لبنان من احتلال الجيش السوري.

وأضافت شدياق: “أنا معكم اليوم، كي نتذكّر ما عايشناه سويّاً قبل وبعد هذه الذكرى إيماناً بمبادئنا ودفاعاً عن حرّيَتِنا، فمنّا من اعتُقل وعُذّب ونُكّل به، ومنّا من تركَ وطنَه رأفةً بعائلته ولم يعُد، ومنّا من اغتيلَ او جرت محاولةُ اغتياله.

اليوم الثالث من أيار هو اليوم العالمي لحرّية الصحافة. وبما أنّ الحرية لا تتجزّأ فقد اختارني الجُناة لأن أكون أحد قرابين هذه الحرية، فدفعت ثمنَ حريةِ الكلمة والتعبير غالياً جداً! دفعتُ نصفَ جسدي وأربعين عمليةً جراحية،

كانت حملاً ثقيلاً لم أكن لأستطيعَ تجاوزَه لأقفَ أمامكم اليوم لولا دعمُ ومحبّةُ الرفاق الذين لم يفارقوني يوماً وأنا على فراشِ العذاب في المستشفى وفي طليعتِهم منسق بيروت في “القوات” المهندس دانيال سبيرو، الذي فعلَ كلّ ما بوسعِه للسهر على راحتي ورسم البسمة على شفاهي”.

واكدت الا تحرير من دون بذل التضحيات حتّى الاستشهاد، هذه هي القوّات اللبنانيّة، من رأس الهرم الى أسفله، مقاومون في الحرب والسلم، عمّالٌ طلّابٌ ورجالُ أعمال، ترفّعوا عن الحياة اليوميّة العاديّة، ودافعوا عن لبنان وحرّروه.

وتابعت: “فخورةٌ بوجودي بين مجموعة من الوجوه المألوفة، أكانت في زمن الحرب على أرض الجبهات أو في زمن السلم في ساحة الجامعات، فخورةٌ بوجود المقاتلين المقاومين، لنتذكّرَ معهم البشير والآلاف من القواتيين الشهداء والأحياء، بوجود المناضلين من الطلّاب في الزمن الصعب،

لنستذكرَ الشهيدين رمزي عيراني وبيار بولس وكلَّ شهداءِ القوات في زمنِ السلم. طبعاً لم يأت التحرير وجلاء الجيش السوري الّا باتحاد المسلمين والمسيحيّين، والأحزاب اللبنانية الحَقّة ونشطاء من مختلف التوجّهات الفكريّة والطائفيّة،

ولكن، لم يكن ليأتِ يوم 26 نيسان 2005 ولا 14 آذار 2005، لو لم يكن هنالك من واجهَ المحتلّ في زمنٍ قلّ فيه شجعانُ المواجهات الصعبة، وكثُرَ فيه جبناءُ المساومات والسمسارات على حسابِ الوطن”.

وقالت: “تجرّأتم أن تقولوا للجيشِ السوري ومخابراتِه أن يخرجوا من لبنان بدون أي قيدٍ أو شرط، في حين يحلُم البعض حتّى اليوم أن يستعيدَ النظامُ عافيته ليعودَ معه على ظهرِ دبّابته ويكملُ ما بدأ به من سرقةٍ وتنكيلٍ لشعبه،

قلتم لهذا النظام وأزلامِه، أطلِقوا سراحَ الحكيم من الإعتقالِ السياسي، في وقتٍ سعى البعضُ لابقاءِ ناسكِ الزنزانة في سجنِه، وهم أنفسُهم اليوم يتناسون معتقلينا في السجون السورية لارضاء حاكمِ الشام. يا للأسف،

الزمن يتغيّر، لكنَّ أحوالَ البعض بالخنوع والذميّة تبقى هي هي، فالحرُّ يبقى حراً في أيِّ زمن، والمستسلمُ يبقى على حاله، ولو مٌدّت له اليدُ من الرجالِ الرجال”.

شدياق اكدت ان قيادة الحكيم وصلابةِ القواتيين ومباركةِ وصلاةِ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير تحرر الوطن وسطعت شمس الحرية، رغما عن أبناء الظلمة والعبواتِ الناسفة وآلاتِ التعذيب لذا اذا كان الله معنا فمن علينا.

وشددت على ان اليوم بالقيادة نفسِها وبالصلابة والدعمِ، يسعى القواتيون أينما وُجِدوا لبناء الدولةَ القويّة التي يحلمُ بها الجميع، لافتة الى ان طالما الدولةُ ضعيفة، ستظلُّ أرُضنا عرضةً للاحتلالات والتدخّلات الخارجيّة،

ولكن عندما يتم بناء الدولة القويّة لجميعِ أبنائها، ستحصّنُ الأرض والوطن عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً، لذا سينهضون بلبنان للاستمرار الى الامام نحو الجمهوريّةِ القويّة.

وختمت: “سأسيرُ معكم بكل ما أوتيتُ من قوّة، بعملي الوزاري سأسعى للإصلاح ومكافحةِ الفساد وتعزيز الشفافيّة وتقوية مؤسساتِ الدولة،

لأن شعبَنا يستحقُّ بعد كلِّ هذه التضحيات التي قام بها أن يعيشَ في دولةٍ تحترمُ كرامتَه وتؤمّنُ مستقبلاً كريماً له، من الأشرفيّة البداية، أعدُكم أننا سنسيرُ للنهاية بتحرير لبنان من الفاسدين والطامعين، ونبني سويّاً الجمهوريّةَ القويّةَ العادلةَ الشفّافة”.

نقلا” يا صور