بيروت اليوم

سامي الجميل | نظام بشار الأسد اغتال رؤساءنا.. ولا يوجد أي دولة في العالم توكل أمنها لميليشيا كما لبنان!

أكّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل انه ابتداء من العامين 2015-2016 حصلت تسوية في لبنان ادت الى وضع حزب الله يده على القرار اللبناني مذكّرا باننا عارضنا التسوية بدءا بالانتخابات الرئاسية الى تشكيل الحكومات وقانون الانتخابات وكل ما نتج عنها ولاننا عارضنا التسوية بقينا في المعارضة.

وقال الجميّل في حديث عبر “العربية”:”حزب الله كان امرا واقعا حتى العام 2016 وكانت هناك قوى سياسية رافضة هذا الامر والقرار السياسي لم يكن بيد الحزب ولكن بعد 2016 مع انتخاب رئيس الجمهورية الحليف للحزب ونيل الاكثرية النيابية في مجلس النواب من قبل الحزب

وحلفائه وتشكيل حكومة بشروط حزب الله أصبحت المؤسسات الدستورية تحت سيطرة حزب الله وهو امر جديد نعيشه اليوم والسياسة الخارجية لم تعد تنأى بنفسها انما تأخذ طرفا وتأخذ لبنان الى محور الممانعة وهو ما نرفضه “.

وأضاف:”الخيار امامنا إمّا ان نكون شهود زور داخل الحكومة او في خط المعارضة لنعطي خيارا آخر وبديلا للناس وصوتا مختلفا ونحافظ على النظام الديمقراطي في البلد”.

وشدد الجميّل على ان لبنان بأمسّ الحاجة لان تكون فيه قوى سياسية حرة بموقفها وقادرة على ان تواجه وتقول الحقيقة تجاه الداخل والمجتمع الدولي خاصة ويجب على الدول ان تعلم ان لبنان اليوم تحت الهيمنة وقرار اللبنانيين ليس حرا.

وقال:”في مجلس النواب نحن الحزب الوحيد المعارض وهدفنا في المرحلة المقبلة ان نجمع معارضة شعبية ووطنية اكبر ونضم اليها مجموعة المستقلين والقوى السياسية التي لم تدخل في الصفقة وترفض التسوية لتكون معارضتنا فعالة اكثر على الصعيد الوطني”.

وأضاف:”في الدول السيّدة المستقلّة دور الجيش الوطني ان يدافع عن الحدود ولا يوجد بأي دولة في العالم ميليشيا موكلة من الدولة لان تقوم بهذا الواجب وعلى الدولة ان تعطي كل المقدرات اللازمة الى الجيش ليقوم بهذه المهمة،

ومشكلة حزب الله الاخرى انه استعمل السلاح من اجل التوازنات السياسية الداخلية لقلب الحكومات واستعمل السلاح في عدة مناسبات في الداخل والسلاح موجود في الحياة السياسية وان كان لا يستعمل اليوم “.

واعتبر الجميّل ان سلاح حزب الله اصبح قوة معنوية مؤثرة بكل انبثاق للسلطة في لبنان والبرهان انه وضع شروطه في آخر حكومة وحققها كلّها لأخذ لبنان الى المكان الذي يريده ومشكلة السلاح انه يشوّه ديمقراطية البلد ويأخذ لبنان الى مكان آخر.

ورأى ان التسوية اوصلتنا الى وضع القرار اللبناني بيد حزب الله تحت سقف عدم التكلم عن السلاح وكأن موضوع السيادة وُضع جانبا في هذا الاتفاق السياسي مشيرا الى ان “قرار لبنان الاستراتيجي الخارجي والدفاعي بات بيد حزب الله والفرقاء الآخرين يهتمون بالكهرباء والاوضاع الاقتصادية والمعيشية والتلزيمات

وهذا ما اسميته اتفاق الاستسلام الجماعي للسلاح وهو ما ادى الى تسليم حزب الله قرار الدولة وسكوت كل الفرقاء عن السلاح والسكوت أصبح رسميا”.

واكد الجميّل ان لا منطق وطنيا يقبل غضّ النظر عن انتهاك السيادة وعن ميليشيا موجودة على أرضه .

وذكّر بأنّ الدول العربية قاطعت لبنان في القمة العربية التنموية الأخيرة لان الحكومة تحت سيطرة حزب الله والقرار الرسمي اللبناني أصبح في مكان آخر مشددا على ان لبنان الرسمي يصطفّ اليوم

بمحور ايران –حزب الله –بشار الاسد والبرهان ان لبنان يدافع عن وجود سوريا في الجامعة العربية وعن سلاح حزب الله كما ان لبنان الرسمي يقف بوجه العقوبات .

ولفت الجميّل الى ان “حزب الكتائب لم يمتلك السلاح قبل الحرب اللبنانية ولكن تخلي الدولة عن واجباتها في الحفاظ عن الامن وتطبيق القانون في لبنان هو ما ادى الى الفلتان الذي حصل خلال الحرب والى ان يحمل كل لبناني السلاح ليدافع عن نفسه

انما نحن ككتائب هدفنا ومشروعنا الدولة وسلّمنا السلاح فور وجود الدولة وكنّا اول من سلّم السلاح وما نريده ان يمتثل الجميع تحت مظلة الدولة ونسلّمها السلاح لتدافع عنا”.

وقال:”لا اميّز اليوم بين حزب الله وايران فالحزب هو من يقول ان سلاحه وماله من ايران وبالتالي لا يمكن ان نفصل بينهما فهما واحدة متكاملة ايديولوجيا وسياسيا وماليا والحزب اصبح اليوم منظمة اقليمية لا لبنانية وهو يتكلّم باسم ايران”.

الجميّل أوضح ان “لا مشكلة شخصية مع رئيس الجمهورية ميشال عون انما ثمّة مشكلة خيارات فهو لديه خيار سياسي مختلف منذ ان تحالف مع حزب الله وقرّر ان يعطي غطاء للسلاح وهو أمر ينتهك سيادة الدولة”

سائلا:”كيف يمكن لحزب يناضل من اجل السيادة أن ينتخب مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية ؟ “فنحن كنا صادقين مع انفسنا ومع الناس ومع مبادئ الشهداء”.

وعما يمنع قيام جبهة مسيحية، قال الجميّل:”مشكلتنا بلبنان في سيادة الدولة، والاختلاف بوجهات النظر بين القوى المسيحية حول هذا الموضوع فقبول التيار الوطني الحر والقوات بالتسوية هو ما اوصل حزب الله الى امتلاك القرار من هنا فان الاختلاف بوجهات النظر كبير وهو ما يترجم بوجودهما في الحكومة ونحن بالمعارضة”.

وأضاف:”بالنسبة لنا نرفض مقاربة القوات والتيار لملف وضع يد حزب الله على الدولة وهما في الحكومة وجزء من الاتفاق الذي ادى الى وصول الحزب الى السلطة”.

وعن رأيه بالتطورات السوريّة، قال الجميّل:”ان طرح الكتائب كان دائما بأن نكون على الحياد تجاه ما يحصل خارج حدودنا، ولا نريد ان ندخل بأي سجال له علاقة بمستقبل سوريا وهو ما يقرّره الشعب السوري وعلينا ان نهتم ببلدنا لا ان نتدخل بما يحصل في الخارج”.

عن ملف النزوح، رأى الجميّل ان الديبلوماسية اللبنانية لم تقم بدورها كما يجب من اجل وضع استراتيجية لاعادة توزيع اللاجئين على دول قادرة على استقبالهم افضل من لبنان الذي أدّى دوره بالكامل معتبرا انه حان الوقت بعد سبع سنوات ان يجد المجتمع الدولي طريقة لاعادة النازحين الى سوريا او ان يحمل احد ما ثقلا عن لبنان الذي يحمل اكبر من طاقته ولا يمكنه ان يكمل بهذا الشكل.

وحمّل المسؤولية للحكومة التي كانت موجودة فور حصول الازمة السورية لانها لم تأخذ اي تدبير لتنظيم الدخول السوري الى لبنان مشيرا الى ان موضوع عودة النازحين هو موضوع سجالي بين الروس والاميركيين والنظام السوري ولدينا القدرة باتصالاتنا مع الدول الاخرى كي تستقبل اللاجئين .

وأضاف:”لا اخشى من التغيّر الديمغرافي جراء أزمة النزوح انما اخشى على جميع اللبنانيين فالكل يعاني من البطالة جراء وجود السوريين في لبنان”.

واكد الجميّل ان رئيس النظام السوري بشار الاسد ألحق بنا الاذى الكبير والشعب اللبناني دُمّر على يد هذا النظام واغتال رؤساءنا ونوابنا وهو يهدّد استقرار لبنان حتى اليوم

ومن حقنا ان نطالب سوريا بكشف مصير المعتقلين والمفقودين قبل اي تطبيع معها وان تتخذ تدابير بحق من حاولوا تفجير جزء من اللبنانيين ونعرف ما مصير اللواء علي المملوك فهل يمكن طي الصفحة مع سوريا وكأن شيئا لم يكن؟

وعما اذا كانت هناك تطورات قضائية في جريمة اغتيال النائب والوزير الشهيد بيار الجميّل،

قال:”حتى اللحظة لا اثبات او دليل حول من اغتال الشهيد بيار الجميّل وهو أمر مؤسف انما نعلم ما كان يقوم به بيار عندما استشهد فهو كان يدافع عن سيادة لبنان ويناضل من اجل عدم عودة سوريا وبوجه السلاح وانتهاك سيادة الدولة”.

وأضاف:”نحن لا نزال نؤمن بالمحكمة الدولية ولكن من يجب ان يكون مؤمنا بها لم يعد مؤمنا وهو المعني الاول اي الرئيس سعد الحريري، فعنها صدر قرار ظني شامل بدلائل واضحة فكيف يمكننا ان نقول انه حفاظا على سيادة لبنان لن نتحدث في الموضوع وكأننا اطفأنا المحكمة”.

واكد ان خيط الامل الموجود لدينا عن كشف المجرمين مصدره المحكمة الدولية و”هو يفتح لي الباب لمعرفة من اغتال شقيقي بيار ولا امل لديّ غيره “.

وعما اذا كان يطمح لرئاسة الجمهورية، قال الجميّل:”دور بيار الجميّل مؤسس حزب الكتائب كان فعالا في الحياة السياسية اللبنانية اكثر من رؤساء الجمهوريات الذين تعاقبوا على رئاسة لبنان،

لذلك ان يكون حزب الكتائب مؤثرا وفاعلا اهم من الوصول الى رئاسة الجمهورية وما يهمّني مصلحة بلدي فان كان ذلك يقتضي ان اكون مرشحا سأترشح فالأهم خدمة لبنان” مشددا على ان فرادة لبنان في الشرق برئيسه المسيحي وبتنوّعه وهو ما يجب ان نحافظ عليه.

نقلا” يا صور