بيروت اليوم

سائق الأجرة أكرم سعيد | ‘عزيزة’ مصدرُ رزقي وجزءٌ مني وسببُ الابتسامة

زيّن “عزيزة”، سيارته للأجرة، بالعلم اللبناني، مفاخراً بأنه ابن هذه الأرض التي يعشق ترابها وكلَّ شبر فيها. أكرم سعيد من صليما – المتن، رجل غير عادي في زمن يبشّر فيه كثرٌ بأن البلد على شفير الإفلاس، فيما هو يرى أن لبنان بدأ اليوم يخرج من كبوته.

تربطه علاقة عشق لا توصف بسيارته “عزيزة” التي تجسّد العَلَم اللبناني في كل جوانبها، والتي تلفت أنظار المارّة وكاميراتهم وتنتزع الابتسامة منهم.

يتحدّث عنها بشغف ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ منه، وأنها فاتحة الخير عليه. ويقول: “هذه المهنة أعطتني كل شيء، وجعلتني لا أحتاج أحداً في معيشتي، وباتت “عزيزة” سندي الدائم، وكانت خيراً عليّ، الحمدلله”.

“ظروفي لا تسمح لي بالاستسلام”، بهذه الكلمات حدّد حجم التحدي الذي يخوضه يومياً كي يؤمّن لقمة عيشه وحاجاته في ظلّ الغلاء المعيشي، ويسأل: “من يقدّم لي ربطة خبز من دون مقابل، أو تنكة بنزين أو أي شيء آخر؟! لا أريد شيئاً من المسؤولين. ليتركونا بحالنا وليهتمّوا بمصالحهم.

لا نريد أن نموت بحربٍ أو قتلاً، نريد أن نموت موتة ربّنا”. ويفتخر بأنه زيّن سيارته بهذه الطريقة: “هل هناك أجمل من علم بلادي لأضعه على سيارتي “عزيزة”؟! هل هناك أجمل من علم وطني؟ هذا فخري ويمثّل تراب بلادي”.

ويفرح كثيراً عندما يتحدث عن سيارته وكيف ينظر الناس إليها بسعادة كبيرة، وكيف يرتاحون لها ويستقلّونها للقيام بجولة في شوارع بيروت. ويقول: “يوماً بعد يوم يزداد الإقبال على سيارتي بطريقة أشكر الله عليها دوماً، كنت أتمنى لو أن الدولة التفتت إلى ما قمت به.

طلبت موعداً مراراً من القصر الجمهوري ولم يُستجب لطلبي”. ويعتبر أكرم أن “اليوم، بدأ لبنان يتحسّن ويسير في الاتجاه الصحيح. لدي أمل كبير بلبنان. باستثناء التخويف الذي تمارسه وسائل الإعلام، البلد بألف خير والشعب بدأ يصحو من غفوته”.