بيروت اليوم

رصاصة خاطئة رسمت نهاية لحياة البطل رزق (34 سنة) المفعمة بالفرح والنشاط … وحرمت شريكة عمره وأهله منه

المصدر : علي سعيد-عبير محفوظ

في أقل من أعشار الثانية، قد تتغير حياتك وحياة جميع من يحبونك…بالكاد تشعر بالألم حين تخترق رصاصة جسدك، فتخطفك من هذا العالم على عجل لتنتزع روحاً من جسد لطالما نبض حباً للحياة وشوقاً لأماني كثيرة سيحققها ولكن…. يشاء القدر… فتُسلَخ أحلامك عن روحك ولا يبقى للأحبة منك الا جسد استوطنته برودةُ الفراق بعد أن لطالما أدفأه نبض الأمل وذكريات تضج بضحكات ولحظات حلوة لن تتكرر…. هكذا رحل رزق (34 سنة) ورحلت معه حكايات ولحظات ستعمدها الدموع وتحيلها منقوشات في ذاكرة جميع من أحبوه، وهم كثر….

عكّر الخبر الحزين اليوم صباح أهالي بلدة معروب الجنوبية وجميع من عرف وأحب الشاب رزق حسن رزق (34 سنة)… فالشاب الرياضي المحبوب نُقل الى مستشفى جبل عامل مضرجاً بدمائه بعد أن أصيب برصاصة لم تمهله طويلاً ولم تفلح، مع خبثها، جميع محاولات الأطباء لانقاذه….

فـ “رزق” استيقظ صباح اليوم نشيطاً كعادته، وراسل رفيقه في النادي مشجعاً إياه على ضرورة العودة لممارسة التمارين الرياضية ووعده بوضع خطة طويلة الأمد يرافقه فيها تدريباً وارشاداً.. ولكن دقت ساعة مشؤومة… التقى “رزق” بصديقيه وبينما كانا يتابدلان أطراف الحديث كعادتهم، انطلقت رصاصة طائشة من مسدس كان يقلبه بيده، ظناً منه أنه فارغ.

لم يوفر أحد جهداً لانقاذه واسعافه… فهو الشاب الطموح الذي أسعدهم جميعاً بمشاركته الملفتة في بطولة كمال الاجسام في الكويت…. هو الصديق الوفي والرفيق الممتع الذي ينبض بالحياة والفرح في حفلاتهم ومناسباتهم…. هو الأخ الحنون لأشقائه وشقيقتيه… هو الابن البار الرؤوف… وهو الشريك العاشق الميتم…. ولكن كل هذه الروعة لا تؤخر لحظة في مصير أي من أحبائنا…

كل ما قيل ويقال لن يخفف من وطأة الفجيعة… فالشاب “رزق” قد رحل حيث لا يُعيد الشوق ولا الهتاف أحبة…. ولعل عزاء أحبائه الكثر هو أنه رحل عن هذه الدنيا الغادرة بذكر عطر يرسم بسمة على وجوه كل من يستذكره، وإن أثقلت البسمةَ دموع الأسى الحرى….

اترك ردا